((أنا وطه حُسين!!))

بسم الله الرحمن الرحيم:

أتاني صاحبٌ لي وقد ملأ الحنق والغضب وجهه,بعد ان راى عندي كتاب الأيام لطه حسين, وقال لي: ياصالح كيف تقول

انك من المدافعين عن الإسلام وانت تقرأ لطه حُسين؟ قلت: يا محمد من قال لك اني بقرائتي لطه حُسين يعني اني من

عشاقه ومحبيه ؟ قال : البعرة تدل على البعير , وها انت بيدك كتابه الأيام وهو عبارة عن ثلاث أجزاء (وهي سيرته

الذاتية على فكرة) تقرأ له ولاتحبه كيف ذلك؟.

ابتسمت وقلت: نعم اقرأ له واقرا للكل , لكن لايعني هذا اني احبه أواحب ذاك الشخص, بإختصار ياصديقي اقولها كتبه

التي قرأتها لم اضعها في خانة كتبي المفضلة ولم انصح اي شخص بقراءة كتبه, وانت تعرفني جيدا انني اذا احببت كتابا

احاول ان انشر اسمه عند كل من اعرفه ليقرأه فهل رأيتني انصح بكتبه لاحد؟ قال :لا. قلت :وانا حذرت منه كثيرا , وقلت

من يقرأ له يجب ان يكون اطلاعه وثقافته جيدة حتى لايأخذ سمه المخلوط بالدسم, دعني اناقشك انا أُقر واعترف بأني لا

أحب طه حُسين ولست من المعجبين به ,لكن في نفس الوقت أقول انه اديب اعجبتني فيه بعض الخِلال ورب عدو تعجبك

بعضُ خِلاله ورُبَ صديق تكره بعض خِلاله ,اعجبني فيه انه أعمى كفيف لايبصر , لكن هذا لم يمنعه من يكتب ويتكلم

لم ينطوي على نفسه كما يفعل كثير من الذين حصلت لهم الإعاقات ,اعجبني فيه انه كان فطنا ذكيا وخير مثال على ذلك

عندما افتتح جامعة المنصورة قبل خمسين سنة والمدينة كانت للفلاحين آنذاك , فعندما حضر ليقص شريط الإفتتاح

نظر اليه احد الفلاحين وقال: كفيف ويفتح جامعة تعلم منها الناس؟ فرد طه حسين قائلا: الحمدلله وحده ان جعلني كفيفا

حتى لا ارى امثالك.

ومع ذلك أقول مع هذه الخلال هناك الكثير من الوقفات مع هذا الاديب منها:

أما انه أديب فنعم لكن عميد للأدب العربي فلا ولاكرامة هناك من فاقه فصاحةً وأدباً , وماكان له ادب الرافعي ,ولا بلاغة

محمود محمد شاكر ,ولاجماليات زكي مبارك ,ولا سلاسة قلم علي الطنطاوي ,ولا ينافس أحمد حسن الزيات (هذه

الطريقة بالمقارنة احاكي بها علي الطنطاوي رحمه الله وقد تكلم عن طه حُسين ومن انا امام علي الطنطاوي )

بل كيف يلبسونه طيلسان العمادة للأدب العربي وليس له باعٌ في الشعر ؟ ولماذا هو دون غيره؟ .

والثانية نثره الغبار على سيرة الشيخين, وطعوناته بالصحابة كعثمان رضوان الله عليه ولاننسى ماقاله في مرآة الإسلام

ان حبر الأمة وترجمان القرآن عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما بأنه اختلف مع علي رضي الله عنه عندما كان ابن

عباس والي البصرة فغضب ابن عباس وترك البصرة بعد ان أخذ كل مافي بيت مال المسلمين وعاد الى مكة لعرض

من أعراض الدنيا !!. وايضا في كتابه حديث الأربعاء قال عن العصر الهجري الثاني بانه :كان عصر المجون والتحلل

رغم مافيه من الأئمة الأعلام !!ويستدل بكلامه هذا ببعض أشعار ابونواس!!. سؤالي كيف كان يفكر من يسمى بعميد

الأدب العربي وماذا يسمي عصره الذي عاش فيه الذي ترك الناس فيه الدين وتفرغوا لشهواتهم وتبني الافكار الهدامة؟

وكيف تحكم على عصر كان فيه الشافعي,مالك,ابن حنبل,سفيان بن عيينة,الفضيل ابن عياض,ابن السماك,ابن المبارك

بأنه عصر المجون فقط بسبب بعض ابيات ابي نواس (الذي تاب قبل موته)؟ لكن طه حُسين مغرم بنثر الغبار ومفتونٌ

بالشهرة كما قال عنه علي الطنطاوي .

وثالثة الأثافي : حبه وعشقه لمنهج الشك ,فقد جُبل طه حُسين على التشكيك بكل الشيء كما جاء ذلك عندما تكلم عن

شعراء الجاهلية وقال انهم شخصيات وهمية!!,فامروء القيس يقول عنه مايُسمى امرؤ القيس ,مايُسمى عنترة,مايُسمى

زهير بن أبي سلمى وهكذا ,كل شيء يجعله مايُسمى طه حُسين تحت منهج الشك ولن ننتهي من الكلام عنه .

ورابعتهم واخطرهم: تشكيكه بقصة إبراهيم واسماعيل عليهما السلام في كتابه (في الشعر الجاهلي ) وهما

جدا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم, والتشكيك فيهما تشكيك فيه صلوات الله عليهم,لكني لن أقولها ولن

أكفره لأن حسابه عند ربه ونحن لانعلم عنه وعن مصيره وهو عند من رب العالمين وماكان سبحانه بظلامٍ

للعبيد.

وانقل هنا كلامٌ قاله محمد قطب عن طه حُسين في كتابهِ واقعنا المعاصر :في مقابلة معه قبل سنةٍ من وفاتهِ هل

مازلتَ تؤمن بكل كلامٍ قلته ؟ قال: نعم انا مؤمن بكل حرفٍ قلته .

في الختام أقول: لماذا سمي عميدا للادب العربي وهو الذي دعى الى ترك العربية والكلام بالعامية (ومن العجائب

انه كان دائماً يتحدث بالفصحى ) فكيف يسمى عميدا أقول :انما الذي سماه ونفخه الإعلام التي تسيطر عليه جهاتٌ

لاتريد الخير لأمتنا ولأنه تفرنج اكثر من الفرنجة فكانت له الدعية والتهويل واذكر هنا كلام العقاد:عندما تريد مصر

نشر الإسلام تنشر كتبي وعندما تريد الرد على الشيوعيين تنشر كتبي وان ارادت تكرم أحدا تكرم طه حُسين!!.

طبعا انتهى النقاش مع صاحبي والغضب قد ذهب عنه :) اتمنى ان لايغضب علي أحد من المدونين عن الذي

قلته في حق مايسمى طه حُسين (استانست على هالطريقة :) ).