((إليكِ جدتي +المحدث طه حسين+شعر))

بسم الله الرحمن الرحيم:

إليكِ جدتي:

رسالة ممتلئة بالدموع أوجهها إليكِ جدتي العزيزة لا أدري كيف أبتدء رسالتي وذكرياتي معك على مدى 21سنة معكِ نعم إبتدأت منذ ولادتي فأنتِ من أسميتني وبسببك أحببت إسمي وإن كان ليس نادرا أو ذائع كيف لي أن أنساكِ وقد حاولت فلم أستطع مازلت أذكر عندما كان يجمعنا بيت واحد وهو بيت جدي زوجك الحبيب كنت أذكر رمضان ولياليه امباركة معكِ مازلت أذكر عندما كنت أذهب مع والدي إلى المسجد بعد أن نتناول السحور وأول من ألقاه قبل الذهاب الى المسجد كان أنتِ حيث كنتِ جالسة على الأريكة تقرئين القرآن الكريم

فعندما يقع ناظرك بناظري تبتسمين إبتسامتكِ الجميلة التي لم أرى أجمل منها في حياتي ولا أظن إني سأرى إبتسامة مثل إبتسامتكِ كل شيء فيكِ كان جميلا عندما كنت في الإبتدائية كنت أعشق الركوب في سيارتكِ رفضت الذهاب الى المدرسة إلا بها بكيت مع تهديد والدي وغضبه أتيت أنتِ فعندما عرفتي سبب بكائي أمرتيهم بأن أذهب بها وسط فرحتي بهذا الأمر والكرم منكِ نعم ما أن يأتي العيد حتى تكرمينني بطل ماتجود به نفسكِ المعطاءة أفرح بماتعطينني إياه وبالعيد كذلك ويالها من أيام لا أريد أن أزيد.

الآن ياجدتي وبعد سنة من ذهابك إلى الرفيق الأعلى ودار الخلود فقد ذهبتِ وذهب بيتكِ معكِ هدموه أباؤكِ ليبنوه من جديد بحلة أخرى لكن بيتكِ الذي أحببته مازال هنا في خافقي وفي وجداني وذاكرتي لن ينمحي منه أبدا حتى يأتي الله بأمر كان مفعولا كيف لي أن أنساه وقد عشت فيه اجمل أيام عمري معكِ كيف لي ان انساه اجيبيني نسيانه يعني نسيانكِ وهذا والله لايكون أنا مازلت أذكر قاموس كلماتك الجميل (ثانكيو,كلنوس,كانت لديكِ خادمة إسمها

ماهيتاب وكنتِ تسمينها عتاب :) أو كتاب وما اجملها وهي تخرج منكِ) فإن كنت أذكر هذا الشيء فكيف لي أن أنساكِ أذكر إني كل ما زرتكِ في البيت بينما أنتظرك بمشاهدة الرائي أتفاجئ بمن يخرج رأسه من غرفته ويناظرني فأجده أنتِ واضحك معكِ كما تضحكين فكيف لي أن أنساكِ مازلت أذكر وأنا أخرج معكِ لأفرحكِ فنذهب إلى أحد المطاعم ما أن يقترب النادل حتى تأخذين من عبائتك تغطين به وجهك وما أجملكِ وانتِ فيه فإذا كنت أذكر مثل هذه التفاصيل كيف لي أن أنساكِ كيف؟ لقد حلمت ذات مرة إني زرتكِ في البيت فأحتضنتك وأنا أكي بعد شوق طويل وصبر على البعد المرير لكني صحوت من نومي فأصبحت مهموما

لأني لم أكتفي من رؤيتكِ جدتي كل ما يمر علي ذكراكِ يكون حالي كحال هذه الطفلة:

أبكي كما تبكي هي ودموعي تنهمر(كما هي الآن وأنا أكتب هذه الرسالة) والحمدلله إني أتذكرك وأنا وحيد.

والآن إذا كتب الله لي الزواج ورزقني بإبنة فسأسميها على إسمك (عائشة) وهذا وعد اسأل الله أن يمكنني من تحقيقه لكنك ستبقين حيةً في وجداني ماحييت لن أنساكِ مهما حصل رحمكِ الله ياجدتي

وأسكنكِ فسيح جناته ورزقنا الله والمسلمين جنة النعيم اللهم آمين لم أستطع أن أكتب أكثر فقد غلبتني دموعي.

****

من طرائف جدتي رحمها الله

إذا كانت في السيارة وتمر الحافلة وهي مسرعة تقول للسائق(وخر عنه لايدعمنا الصراط المستقيم)

إذا رأتنا نلعب ونحن صغار(تضحك وتقول أنقلها كما كانت تنطقها :يحليلهم ميكي موس:) )

من طرائفها (كانت كلما تشوفني بالغترة والعقال تيبب وتقول :وصل المعرس وصل يعلني أشوفك معرس ياوليدي) لكنها لم ترني:(.

قبل وفاتها رحمها الله بشهر زارها الطبيب وكان من لبنان فسالها(حجية كم عمرك؟ تبتسم وتقول:عمري 20سنة :) .

****

المحدث طه حسين:

من الحزن والذكرى الحزينة إلى هجوم كاسح على عمى الأدب العربي كمايسميه عبدالحميد كشك رحمه الله وصدق في وصفه (رغم إنهما عمياوان) لكن الأأول أعمى البصر والبصيرة والثاني أنار البصائر للناس بخطبه ومواعظه فشتان بينهما :

نقلا عن محمد الدسوقي(الذي لازمه وخصوصا اخريات عمره) قال طه حسين : أنا لا أخذ الحديث من إبن عباس!! لأنه أختلف مع الإمام علي فأخذ اموال المسلمين وطالما إنه لم يكن أمينا على أموال المسلمين فهو ليس أمين على أحاديث رسول الله صلوات الله وسلامه عليه.

أقول هذه الشبهة على إبن عباس لا أستغربها من هذا الأديب فهو كثير الطعن في الإسلام محب للشهرة بأي طريقة كانت وقد قال هذا الكلام عن إبن عباس رضي الله عنه في كتابه مرآة الإسلام ونعم أنا أعرف مصادره فهي الأغاني للكذاب الأصفهاني(الذي يؤخذ منه الأدب لا التاريخ فاغانيه مليئة بالإفتراء والتزوير) أو جرجي زيدان وليس بعد الكفر ذنب فإذا كانت مصادر طه حسين هؤلاء فماذا يرتجى منه لكن يالهذا الزمان العجيب الذي يتطاول فيه الأصاغر على الأكابر فمايضير الصحابي الجليل حبر الأمة وترجمان القرآن تجرا هذا الصغير الذي لايساوي شس نعل ابن عباس لايضيره شيئا لكنه يضير أعمى البصيرة طه حسين ومن قدسه ولازمه (خذوا منه مايفيد وإن قل واتركوا الضار منه على كثرته).

****

إبتسم:

قال السماء كئيبة ! وتجهما

قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما !

قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتــسم

لن يرجع الأسف الصبا المتصرما !!

قال: التي كانت سمائي في الهوى

صارت لنفسي في الغرام جــهنما

خانت عــــهودي بعدما ملكـتها قلبي ,

فكيف أطيق أن أتبســما !

قلـــت: ابتسم و اطرب فلو قارنتها

لقضيت عــــمرك كــله متألما

قال: الــتجارة في صراع هائل

مثل المسافر كاد يقتله الـــظما

أو غادة مسلولة محــتاجة لدم ،

و تنفثـ كلما لهثت دما !

قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها

وشفائها, فإذا ابتسمت فربما

أيكون غيرك مجرما. و تبيت في

وجل كأنك أنت صرت المجرما ؟

قال: العدى حولي علت صيحاتهم

أَأُسر و الأعداء حولي في الحمى ؟

قلت: ابتسم, لم يطلبوك بذمهم

لو لم تكن منهم أجل و أعظما !

قال: المواسم قد بدت أعلامها

و تعرضت لي في الملابس و الدمى

و علي للأحباب فرض لازم

لكن كفي ليس تملك درهما

قلت: ابتسم, يكفيك أنك لم تزل

حيا, و لست من الأحبة معدما!

قال: الليالي جرعتني علقما

قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما

فلعل غيرك إن رآك مرنما

طرح الكآبة جانبا و ترنما

أتُراك تغنم بالتبرم درهما

أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟

يا صاح, لا خطر على شفتيك أن

تتثلما, و الوجه أن يتحطما

فاضحك فإن الشهب تضحك و الدجى

متلاطم, و لذا نحب الأنجما !

قال: البشاشة ليس تسعد كائنا

يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما

قلت ابتسم مادام بينك و الردى

شبر, فإنك بعد لن تتبسما

(إيليا أبوماضي)

****

لكم خالص الود التحية:

أبوعبدالله