((صقر قريش ج2))

بسم الله الرحمن الرحيم:

الجزء الثاني:

الزمن:125 للهجرة

حكم الوليد بن يزيد

بعد موت هشام بن عبدالملك تولى الخلافة ابن اخيه الوليد بن يزيد،ولم يكن الوليد أهلا للخلافة وقد حاول هشام أن يخلعه من الخلافة وقد علق ابن كثير عن محاولاته قائلا(وياليته فعل!)، حكم الوليد فبدأ أولا بالتنكيل بمن وفق هشام على قرار خلع الوليد ثم قام بتصرف أحمق ألاوهو التنكيل ببني عمه هشام كونه يكره عمه لرغبة عمه بخلعه من الخلافة ويكره ابناء عمه لأن هشام أراد اسبتدال الوليد بأحدهم،وقام بإنفاق ما أدخره هشام للدولة وانفقها على الناس بغير حساب حتى يكسب رضاهم أو هكذا يظن،لكن سياسته غير الحكيمة وحبه للهو والمجون ومعاملته السيئة لبني عمه أكثرت من أعدائه وقللت من اصحابه،هنا برز شخص من بني أمية أراد ان يثور عليه وجمع الأأنصار وكل من في قلبه غل على الوليد وخصوصا بني هشام هذا الشخص هو يزيد بن الوليد(وهو ابن عم الوليد) رغم معارضة بعض كبار بني أمية لكنه صمم على الثورة،اعلن يزيد الثورة على الوليد وقد كان الوليد في قصره في الأغداف بنواحي الأردن وكان من ولاه دمشق خارج دمشق هربا من الطاعون، قرر يزيد دخول دمشق في هذا الوقت واستطاع ان يدخل القصر وأن يتحكم بكل مافيه وتمت مبايعة الناس له،علم الوليد بذلك وجزع فقد فر عنه اصحابه المرتزقة الذين كانوا معه لماله وليس له هو لشخصه (وهنا تتبين قيمة الإخلاص)، أنفضوا من حوله وتركوه وحيدا وعلم إنه مقتولٌ لامحالة رغم حث كاتبه عياض بن مسلم له بالذهاب إلى حمص حيث يتجمع هناك مابقي له من أنصار لكنه رفض،حاصر الجيش القصر وماكان فيه إلا الوليد ونفر قليل من الحرس ماكانوا ليصدوا جيشا كبيرا كجيش يزيد،استطاع الجيش من الدخول إلى القصر فذهب الوليد وفتح المصحف وقال يوم كيوم عثمان(وشتان بينهما) وقتلوه بعد ان حكم لمدة عام ونصف العام،وبعد مقتل الوليد بدأ العد التنازلي لسقوط ملك أمية إذن انه مع هذه الأحداث كانت هناك دعوة سرية تكبر في كل سنة بدأت منذ عام 100 للهجرة أيام عمر بن عبدالعزيز-رحمه الله-وكبرت

حتى بدأت تقوى بعد موت هشام رحمه الله وكانت هذه الدعوة هي دعوة بني العباس وقصتها طويلة،حكم يزيد بن الوليد لكن كما ذكرت أتى في وقت كان الطاعون منتشرا في الشام وشاء الله أن يصاب يزيد بهذا المرض لا والمصيبة الأخرى،

عندما علم مروان بن محمد بمقتل الوليد بن يزيد جهز جيشا لمحاربة يزيد مطالبا بدم الوليد(وهذه طبعا حجة له لأنه أراد الخلافة) في أثناء توجه مروان إلى يزيد والمفاوضات التي جرت قبل وقوع حرب محتملة توفي يزيد بن الوليد بعد ان حكم لمدة ستة أشهر وتوفي بسبب الطاعون.

2-

الزمن:127-132للهجرة

حكم مروان بن محمد(آخر خلفاء بني أمية)

قلنا ان يزيد بن الوليد مات بعد 6أشهر من حكمه بسبب الطاعون بعد وفاته حدثت معركة بين مروان بن محمد وسليمان بن هشام بن عبدالملك انتصر فيها مروان ودخل دمشق في عام 127هجرية،كان مروان من اقوى امراء بني أمية بأسا وشدة

وتحمل للشدائد والمصائب فسمي بمروان الحمار (ليست سُبة إنما وصف لتحمله للأمور)، ثورة هنا فيخمدها وورة هناك فيقمعها وكل هذه الثورات كان هناك من يعمل بالخفاء وفي وقته اعلنواعن عملهم ففي عام 129هجرية أعلن أبومسلم الخراساني عن الدعوة للعباسيين وارتدوا السواد في خراسان،تنبه لهم والي خرسان من قبل بني أمية نصر بن سيار فاستنفر كل جنوده في خراسان لكنه تفاجئ بعدد انصار العباسيين الهائل،حاول ان يستميل القبائل العربيه التي كان بين بعضهم وبين نصر ثارات وخصوصا علي بن جديع الكرماني لأنه قتل أبيه لإاخذ يحذرهم من حقد الفرس عليهم ورغبتهم بقتل العرب أجمعين فقال لهم:

أبلغ ربيعة في مرو وإخوتها
أن يغضبوا قبل أن لا ينفع الغضبُ
ما بالكم تلقمون الحرب بينكم
كأن أهل الحجا عن فعلكم غُيُبُ
وتتركون عدواً قد أظلكم
فيمن تأشبَ لا دين ولا حسبُ
ليسوا إلى عرب منا فنعرفهم
ولا صميم الموالي إن هُمُ نُسبوا
قوم يدينون ديناً ما سمعت به
عن الرسول ولا جاءت به الكتبُ
مَمَنْ يكن سائلي عن أصل دينهم
فإن دينهم أن تُقتلَ العربُ

لكن رغم كل هذا كان أبومسلم أفضل واستطاع ان يفرقهم عن نصر،فقام نصر وأرسل ليزيد بن عمر بن هبيرة والي العراق:

ابلغ يزيد وخير القول أصدقه
وقد تبينت ألا خير في الكذب
إن خراسان أرض قد رأيت بها
بيضا لو أفرخ قد حُدّثت بالعجب
فراخ عامين إلا أنها كبرت
لمّا يطرن وقد سربلن بالزغب
فإن يطرن ولم يُحتل لهن بها
يلهبن نيران حرب أيّما لهب

لكن يزيد يتعذر ويتحجج بمحاربته للخوارج وغير ذلك وكذلك حقد يزيد على نصر ورغبته بالخلاص منه دفعته للرفض،

هنا أشتد الأمر على نصر فقام وأرسل للخيفة هذه المرة:

أرى خلل الرماد وميض جمر
ويوشك أن يكون له ضرام
فإن النار بالعودين تُذكى
وإن الحرب أولها كلام
فإن لم يطفئها عقلاء قوم تكن حرباً
مشمرة يشيب لها الغلام
فإن يقظت فذاك بقاءُ مُلكٍ
وإن رقدت فاني لا أُلام
فإن يك أصبحوا وثووا نياماً
فقل قوموا فقد حان القيام
ففرّي عن رحالك ثم قولي
على الإسلام والعرب السلام

وقلت من التعجب ليت شعري

أإيقاظ أمية أم نيامُ

لكن مروان يقول:انه مشغول بالثورات التي عليه وامره بصد الرذاذ بجيشه الخراساني!!،أنظروا يظن مروان ان الذين ثاروا على نصر ماهم إلا رذاذ وقلة قليلة لايؤبه بها وهذا لعمري سبب كبير من أسباب السقوط،بعد كل هذا يقدر الله ويموت نصر بن سيار وبعد موته اسفحلت دعوة بني العباس وفي عام 132 للهجرة دخل ابوالعباس السفاح الكوفة وضم بني العباس العراق لهم.

3-

الزمن:132للهجرة

معركة الزاب وسقوط دولة بني أمية

عندما دخل أبوالعباس السفاح الكوفة صرخ وقال:من يتجه إلى مروان من اهل بيتي،هنا برز عبدالله بن علي(وكان شديد البغض لبني أمية راغبٌ في قتلهم عن آخرهم وكذلك طامع في الخلافة بعد ابن اخيه ابوالعباس) وقال انه مستعد ولديه رغبة شديدة في مقاتلة بني أمية فتوجه عبدالله بن علي وعسكر عند الزاب قرب الفرات(إن لم أكن مخطئا)،وتوجه مروان إلى هناك ودارت رحى معركة عظيمة ومروعة انتهت بإنتصار بني العباس وهروب مروان من أرض المعركه،هرب مروان إلى مصر وهناك قتلوه معلنين نهاية حكم بني أمية،لكن بعد الزاب كان عبد الرحمن من الذين هربوا وتركوا دمشق آخذا معه ابنه سليمان واخوه هشام واخوه الأكبر الوليد وابناء اخوانه وخادمه بدر، وتوجهوا إلى مخبئ آمن يختبئون فيه عن أعين بني العباس.

هنا تبدأ قصة عبدالرحمن وهو المطلوب:) وماكان كل الذي سبق إلا مقدمة:) بعد سقوط الدولة الأموية هرب عبدالرحمن

ماهي قصة هروبه؟ وكيف وصل إلى الأندلس؟.

تعرفون ذلك في الجزء الثالث بإذن الله:)

***********

علي الجارم العالم اللغوي والأديب المبدع:

علي الجارم

(1881-1949)

هل سمعتم عن هذا الأديب؟، ربما كونه مؤلف النحو الواضح والبلاغة الواضحة مع مصطفى أمين(وهو ليس الصحفي المشهور)،لكن لا ادري ان كنتم قد سمعتم عنه في غير هذا المجال في الراوية والشعر والمقال،بالنسبة لي علي الجارم

من أروع من قرأت لهم ما أن تقرا له حتى تحس بنشوة كنشوة شارب الراح(ابعدكم الله عنها)،من يقرأ له هاتف من الأندلس يعيش في جو اندلسي بديع بين إبن زيدون وولادة بنت المستكفي ويستمتع بمجالس نائلة الدمشقية،وينبهر من جمال عائشة بنت غالب التي وصفها الجارم بإن نصف جمالها عربي ونصفها الخر قشتالي ويال روعة اوصاف الجارم،مبدع في وصفه متألق في لغته مايميز رواياته انا قليلة الصفحات لكن خير الكلام ماقل ودل قرأت هاتف من الأندلس واشعر برغبة شديدة بإعادة قرائتها مرة أخرى فهي رواية بديعة بحق تستحق القراء،وشعر الجارم جميل لا أقول كله لكن بالنسبة لي جله ولكم بعض مماجدات به قريحته:

نظم هذه الأبيات في عام 1909 وهو في انجلترا وقد كان موفدا اليها في بعثة تعليمية وقالها في يوم اشتد فيه البرد:

ويلاه من يوم الخمي**سِ فأنه يومٌ عبوسْ

فيه تحاربت الريا**حُ فلاتقل حرب البسوسْ

خافت غوائله الغزا**لةُ,فالغمام له تروسْ

يوم أحطنا باللظى**فيهِ,ونكَّسنا الرؤوسْ

فكأننا قمنا نؤي**دُ فيه معتقد المجوسْ

وقال وهويرى بعض اهل السرايا في القاهر فيعجلات فخمة تجرها سوابق الجياد:

أيركبها هذا فتنتهب الثرى ** وتنهب رجلي الحصى و الجنادلُ

رضيت رضاء اليأسِ,واليأس راحةٌ**وأتعب خلق الله في الناسِ آملُ

وهناك الكثير من إبداعاته رحمه الله.

من آثاره

هاتف من الأندلس أفضل ماقرأت له وهذه وجهة نظري قد تقرأون له شيئا آخر ويعجبكم أكثر من هذه الرواية.



ديوانه وفيه كل ماجادت فريحة هذا الأديب الأريب

سلاسل الذهب(وهي فعلا ذهب)اعماله النثرية الكاملة وبالأصح رواياته الكالمة تجدونها في العامرية إن لم تكن قد نفدت

:)

جارميات

وهي عبارة عن بحوث ومقالات كتبها جمعتها دار الشروق ووضعته في مجلد كانت في العامريه لكنها نفدت للأسف

لكن الحمدلله فأنا كنت أول من اقتناها:).

******

فيلم وثائقي نصحني به أحد أصدقائي وهو باللغة الإنجليزية وهي تشرح كيف قاموا بصنع المال فاتن الناس وامور كثيرة انصحكم بمتابعته وقبلها انصح نفسي:).

http://www.youtube.com/watch?v=OnwLgrSJZKs

لكم مني جزيل الشكر واتمنى أن تكونوا قد استمعتم واستفدتم

خالص الود والتحية:

أبوعبدالله