جلسة خاصة جدا

بسم الله الرحمن الرحيم:

عند هذه النخلة المائلة الجميلة وفي هذا الجو البديع كانت لي جلسة بديعة، مررت على هذا المكان ومع هذا الجو وجدت

هذه النخلة التي ذمرتني بنخلة صقر قريش رغم انها لاتشبهها، جلست بقربها واستندت عليها، كنت مستمتعا في وقتي لا

يزعجني احد لكن! هيهات، ما ان فتحت عيني حتى رأيت من بعيد حتى رأيت هذا:

الطربوش الذي كان على رجل يلبس بدلة سوداءوفي كامل الأناقة، قلت ياللهول اتى العبد الفقير الفارياق ماذا يريد مني



هذا المغرور؟ كعادته دائما منذ عرفته يفسد علي خلواتي اوقات راحتي ولا يشعر باي ندم، سلم علي والإبتسامة تملأ



وجهه وقال:

_مالي أراك عابسا هل ازعجك حضوري؟

_لا لم يزعجني ابدا لكني اردت البقاء وحيدا

_طبعا لم يزعجك وجودي فمن ذا الذي ينزعج من وجودي انا الفارياق إلا ان يكون احمقا او جاهلا او مجنونا؟ كحال

صاحبك البائس صالحوزي الذي لايعرف كيف ينطق الحاء ياه اشتقت لحماقاته احمد الله ان جعلني مثالا للعبقرية والذكاء

عكس صاحبك البائس بل وعكسك انت وكل من تقرأ لهم اولهم العقاد هاهاهاهاها!.

_ اصلا لاتوجد مقارنة بينك وبين العقاد شتان مابين الثرى والثريا.

_من هو الثرى ومن هو الثريا؟!.

_ هذا شيء لا احكم به انا بل الناس.

_هاه!! انت تقصد ذلك انت تهينني اتعرف من انا؟ انا الفارياق لا أخفى على أحدٍ انا ان مررت في اي مكان يقف لي

الناس احتراما، انا اديب الادباء واعظم المفكرين واحكم الحكماء وأكبر الفلاسفة، ان جادت قريحت بقصيدة انسي الناس

بها ديوان المتنبي، وان كتبت كتابا جعلت الناس يستغربون لو سمعوا بعباس محمود العقاد بل بالجاحظ، تقوم انت بإهانتي

بهذا الشكل انت لاتفقه شيئا بالثافة لقد افسدك صالخوزي الجاهل دعه لك لكي ينفعك .....الخ.

بينما كان الفارياق يتكلم ولازال يمدح نفسه ويذم غيره برزت من بعيد هذه:

قبعة فرنسية صاحبها يرتدي بدلة رمادية، فقلت في نفسي قد اكتمل النصاب واتى المفسد الآخر ليفسد علي خلوتي

صالحوزي المتفرنج ، سلم وقال:

_مرخبا خبيبي ابوعبدالله هل اشتقت لصاخبك العزيز صالحوزي؟! مازلت اراك تجلس مع زمرة المتخلفين امثال الفارياق

وطربوشه السخيف.

لم استطع ان ارد عليه السلام فقد رد عليه الفارياق قائلا:

_ الا تسكت ايها الخيف صالخوزي!!

_بل صالحوزي

_لايهم! فما انعتك به يجب ان تفخر به انا الفارياق لا اخفى على احدٍ.....(اعاد اسطوانته من جديد).

صالحوزي مقاطعا جولة الفارياق المعتادة والمتكررة:

_اسكت أيها المتخلف المغرور، مللنا من كثرة تكرارك لهذا الكلام السخيف الأهوج ليس عندك إلا الكلام فقط،

بينما غيرك يعمل ويبدع ويكتب ولايتكلم كما تتكلم انت، انا اتيت لخبيبي ابوعبدالله الذي اعلم انه لايفتخر بوجود امثالك انما

يفتخر بوجود امثالي من التقدميين العباقرة.

_بل يفتخر بمعرفتي أنا الفارياق عاشق الأدب العربي الذيه يكفيه فخرا انني احد اعمدته الأساسية بل اهم الأعمدة، يأتي

بعدي العقاد والمازني والجاحظ والتوحيدي وادباء العرب قاطبة.

_ تضخك على نفسك الادب الغربي بجميع انوعه يتفوق على الأدب العربي يكفي هذا الأدب وجود امثال: همنغواي

وبرنارد شو ودي مونتبان ودوماس وميلتون وغيرهم، وازدان هذا الأدب بوجودي معهم انا صالحوزي.

زاد النقاش حدة كالعادة وافسدوا علي خلوتي حتى انفجرت وقلت لهم:

_يكفي!! انتما مجرد دعيان كلاكما يدعي انه سيأتي بما لم تأتي به الاوائل وهو لم ياتي بشيء، تتهمان بعضكما بما هو

فيكما، كثرة الكلام وقلة الإنجاز، العبد الفقير معتد بنفسه يرى نفسه فوق الجميع، والمتفرنج صالحوزي مغرور معتد

بنفسه ذاب في حياة الغرب تاركا حياته وامته، العبد الفقير يرى ان ما انتجه العرب يكفي العالم ككل ولانحتاج الى افكار

الغير، والمتفرنج يرى ان علينا ان نذوب ونحتقر تراثنا كله حتى نكون تقدميين، نسيتما ان الحياة تكامل ناخذ ونعطي

ويأخذون هم ويعطون ناخذ انستفيده منهم ونتعلمه ونطوره دون ان نذوب فيهم نتكر لأصلنا، ونفخر بما حققناه ونحاول ان

نضيف اليه اشياء واشياء دون التعالي وعدم الأخذ والإستفادة من الغير ايا كان هذا الغير، كيف نسيتما ذلك ايها الغبيان؟

هنيئا لكما قد افسدتما خلوتي بسبب جدالكما المستمر.

نظرا الي بغضب شديد وارادا ان يفتكا بي لكن لم امهلهما فسددت للعبد الفقير ركلة على وجهه والحقت صالحوزي به

وتمددا قرب النخلة المائلة ورحلت عنهما بعد ان اشفت الركلتان شيئا غليلي قليلا منهما.

انتهت المغامره.