ملوك الطوائف

بسم الله الرحمن الرحيم:

قصتنا لهذا الإسبوع تاريخية اندلسية عن احد اشهر مراحل الأندلس؛ عهد ملوك الطوائف، التي اتت بعد سقوط الدولة

الأموية في الأندلس قصة اختلط فيها الخزي والعار والمجد كذلك، وفيها اسقاطات عن واقعنا الحالي، وفي التاريخ عبر

كما يقولون فإلى القصة:

اشبيلية اشهر دويلات الطوائف

مرت على الاندلس عهود كثيرة قبل ان تصل إلى عهد ملوك الطوائف والمراحل السابقة هي:

1-عهد الولاة: وهو عهد الفتح الذي اتى عن طريق طارق بن زياد وموسى بن نصير وتولي عبدالعزيز بن موسى بن

نصير ولاية الأندلس انتهت هذه المرحلة بحكم يوسف الفهري من سنة 92-138للهجرة.

2-عهد الإمارة الأموية: وابتدأت في سنة 138 وانتهت في سنة 316 اسس هذه الإمارة عبدالرحمن الداخل(صقر قريش)، وانتهت الإمارة في عهد عبدالرحمن الناصر.

3- عهد الخلافة الأموية: كان الأمويون في السابق يكتفون بلقب الأمير كون الخليفة العباسي يلقب بأمير المؤمنين، في

عهد عبدالرحمن الناصر كانت الدولة الأندلسية في اوج حضارتها وفي عزة وقوة وانفة لم تشهدها من قبل والحال عند

العباسيين كان على النقيض فكان الضعف والخور، فرأى الناصر انه هو الأحق بالخلافة فأعلن نفسه الخليفة وانه امير المؤمنين.

4-عهد الدولة العامرية: الحاجب المنصور الذي ملك الأندلس وتصرف في شؤونها دون الناس اجمعين بعد وفاة الخليفة

الحكم المستنصروتولي ابنه الطفل فكان حاجبه والمتصرف بامر الدولة احكم قبضته واسس ملكل لكنه لم يطل بعد وفاته كونه لم يصبح الخليفة.

5-عهد ملوك الطوائف: وهو العهد الذي نريده سمي كذلك لأنه عندما سقطت الدولة الأموية في الأندلس ولنكن واضحين

اكثر، عندما مات عبدالملك بن الحاجب المنصوروتولي اخوه عبدالرحمن الملقب بشنجول المسؤولية، بدأ التفرق واصبح

كل حاكم مدينة يعلن نفسه اميرا للمؤمنين، سقطت الدولة الأموية وتفرق الناس واصبح في الإندلس وحدها اثنان وعشرون

دولة!!.

في هذا العهد وهذا التفرق كان المسلمون يقاتلون بعضهم بعضا والقوي ياكل الضعيف، في المقابل كان النصارى ومملكة

قشتالة يعدون العدة ويقوون اكثر واكثر كان المسلمين لاهون بقتل بعضهم بعضا، بل وانغمسوا بالشهوات ولايهمهم

مصاب المسلمين ومقاتلهم بيد نصارى قشتالة، بل كانوا يدفعون الجزية لفردلند ومن خلفه واهمهم واشهرهم الفونسو

السادس او الأذفونش، ذُل المسلمون بعد عز، وانعكست الآية ففي الماضي القريب كان ملوك قشتالة ياتون للحاجب

المنصور يقبلون يديه ورجليه ويعرضون له بناتهم وان يصاهروه ليتقووا به، اصبح من يسمون ملوك الطوائف يذهبون

لفردلند والأذفونش ويقبلون لهم الأيدي والارجل وهم صاغرون!!، في المقابل كانوا اسودا على شعوبهم كما قال جويدة:

أسدٌ على الأهلِ للأعداء أذنابُ!!

، من أشهر هؤلاء الملوك المعتضد وابنه المعتمد بن عباد ملوك اشبيلية والمأمون بن ذي النون ملك طليطلة، وباديس ملك

غرناطة، وبنو الافطس وكثير، كثر المرتزقة في ذلك العهد واعني هؤلاء الذين تدقع لهم ليقاتلوا معك سواء كانو من

المسلمين كإبن عكاشة، او من القشتاليين مثل القمبيطور، حصلت مصائب كثيرة بسبب هؤلاء سقطت طليلطة بتخاذل

حاكمها القادر بن ذي النون وحكام الأندلس ككل، بينما الأذفونش يحاصر طليطلة كان ملوك الطوائف يرسلون الى

معسكره الرسل ليواصلوا الهدنة!! وتركوا اخوانهم في طليطلة يقتلون وتسبى نسائهم ولاحول ولاقوة الا بالله، هذه

الاحداث تحدث والمعتمد لاهي بزوجته الرميكية ووزيره ابن عمار الشاعر، وباديس وحفيده لاهين بظلم الناس وقهرهم،

بل ولاهين بكيفية اخذ مدن اخوانهم دون ان ينقذوا طليطلة التي سقطت، حاول الفقهاء الصادقين امثال ابا الوليد الباجي

ورفاقه ان يوحدوا الأندلس او على الأقل ان يوحدوهم على قضية واحدة، لكن!! لاحياة لمن تنادي فقط استقبال جميل

وكلام عذب ووعود زائفة، المسلمون يقتلون في الشمال والمعتمد اعظم ملوك الطوائف مهتم بإحضار الطين المغطى

بالزعفران والطيب لتقول فيه زوجته لبن لبن!!.

زاد الخطب على المسلمين واحس هؤلاء الملوك المتخاذلين بالخطر الحقيقي وخصوصا المعتمد بعد ان اتاه اليهودي

رسول الأذفونش ليأخذ الإتاوة لملكه فتكلم بكل وقاحة وحقرالمعتمد فقام المعمتد وقتله، وبعد ذلك قاموا ملوك الطوائف

واولهم المعتمد بإرسال رسالة الى يوسف ابن تاشفين امير المرابطين ليحضر للاندلس وينقذهم من بطش الأذفونش وهذا

ماحصل في معركه الزلاقة التي ابلى فيها المعتمد بلاء حسنا شهد له بذلك امير السملين يوسف بن تاشفين، انتصر

المسلمون بهذه المعركة واخرت سقوط الاندلس اربعمئة عام، كانت نهاية ملوك الطوائف حزينة فقد مات المعتمد وحيدا

في منفاه بأغمات في المغرب قيل انه مات ولم يعرفه احد فنودي بالناس الصلاة على الغريب!!.

هذه القصة بإختصار شديد جدا:) لكن المغزى من الموضوع ان فيها امور يجب ان نعتبر ونتعلم منها.

هذه مقدمة مسلسل ملوك الطوائف:

http://www.youtube.com/watch?v=4_w_yIDFl9Q

لكم خالص الود والتحية