((في المجلس الزاهر مع عبدالرحمن الناصر))

بسم الله الرحمن الرحيم:

صالون عبدالرحمن الناصر في الزهراء وكان يأتي هنا الأدباء والشعراء والعلماء والفقهاء

(فهل ذاك الزمان يعود يوما ؟)

******

بعد وقت طويل عدت لآلة الزمن لرغبتي في الذهاب الى الأندلس مجددا وقد ذهبت من قبل لمقابلة صقر قريش وهذا هو الرابط:

http://q8saqer.blogspot.com/2008/01/blog-post_18.html

وبعد ذلك فاجأتني الآلة برسالة واذ هي من أبن عباد وهذا هو الرابط:

http://q8saqer.blogspot.com/2008/01/486.html

والآن تكتمل السلسلة بلقاء او خليفة اموي للأندلس وهو أول خليفة أندلسي أصلاً من هو

هو عبدالرحمن الناصر فلنبدأ الرحلة معا على بركة الله:

في قرطبة:

قررت اليوم استخدام آلة الزمن لأني اشتقت للعودة الى قرطبة فاتنة الدنيا وقتها ذهبت الى هناك واذا بي أرى الأعاجيب في قرطبة وكانت سنة 349للهجرة آخر سنة في حياة الخليفة

الأندلسي الكبير عموما بينما انا امشي وأسلم على الناس دخلت جامع قرطبة الكبير دخلته

ورايت الجامع الي ابرز العلماء الفطاحل هنا درس لأبي علي القالي البغدادي الآتي من بغداد

لقرطبة وهناك رأيت شاباً قاعداً في احدى زوايا الجامع حييته فرد علي التحية بأجمل منها

وكانت تبرز منه علامات النجابة والذكاء سألته عن إسمه فقال :أنا أبوعامر محمد بن عبدالله

بن أبي عامرأبتسمت ونسيت نفسي فقلت :أنت الحاجب المنصور !! إستعجب ونظر إلي:ماذا تعني؟؟ استدركت انه الى الآن في بداياته وان هذا بالمستقبل قلت :لاعليك لكني اهمني فيك إنك قاعدٌ هنا تاركٌ لأصحابك وتيقنت بأنك ساهٍ في عالم آخر فما الذي يَشغلُ بالك؟ قال:يشغل بالي إني أرى نفسي في الزهراء وأكون فيها أقوى رجل في الأندلس وتخضع لي الملوك كما تفعل مع الخليفة عبدالرحمن الناصر اصحابي يسخرون مني لكني واثق بأنني سأفعلها فما رأيك؟ .

قلت له: طالما أنت مؤمنٌ بهذا الشيء وانك له فاعل فسيتحقق لك ماتريد،إبتسم وقال :لم تقلي

ما أسمك ايها الأخ الكريم قلت: أنا أبوعبدالله واكتفي بذكر الكنية قال :مرحبا بك يا أبا عبدالله

قل لي أتريد مني شيئا أخدمك فيه ؟ قلت :فقط اريدك ان تصحبني للزهراء فهل تقدر؟

بن ابي عامر: بكل سرور هلم معي الى الزهراء .

ذهبنا الى الزهراء ومشينا لمدة طويلة لم نحس بها لإستمتاعنا بقرطبة وإستمتاعنا بالحديث مع بعضنا البعض وصلنا الى الزهراء وأصبحنا أحد أبوابها شكرت محمدا وقلت له :الآن

أودعك يا أباعامر وسألتقيك بإذن الله اذا حققت ماتصبو اليه .

أبوعامر:على الرحب والسعة اخ عزيز وضيفٌ كريم.

تعانقنا ومضى واستطعت بكل مالدي من حيلة في أن ادخل الزهراء دون أي موعد !!.

في الزهراء :

دخلت الزهراء فرأيت كل شيء عجيب رأيت مجلس السفراء وهي تعج بالسفراء من غالة وبيزنطة وبلاد الجرمان مدينة عجيبة بعد ذلك رأيت المكتبة الأموية فبدون أي شعور دخلتها

وماذا أرى ؟ كتب ولا في الخيال وأنا أمشي بين وأنبش بين الكتب وإذا بيد تهز كتفي والتفت

وإذا بي اما رجل كهل عمره يقارب الخمس واربعون عاما سألني :ماذا تريد؟ اجبته:اني عاشق للكتب ولطالما سمعت بالمكتبة الأموية في قرطبة فدخلت اليها لاشعوريا فأنا عاشق للكتب . ابتسم وقال: انك مثلي ايها الفتى ألا تخبرني عن إسمك ؟ ابتسمت وقلت :انا ابوعبدالله وقد عرفت من أنت أنت الحكم المستنصر ابن الخليفة عبدالرحمن الناصر

اليس كذلك.ابتسم متعجبا وقال: وكيف عرفت؟ بكل ثقة قلت له: لأنه معروف عنك بأنك

عاشقٌ للكتب وأنا امشي على خطاك . إبتسم وقال :إنك فطن والله! قلت والإبتسامة لاتفارقني: هذا من طيب أصلك يا ابا عبدالرحمن لكن هذه لاتحتاج الى فطنة لأن الكتب هي التي عرفتني عليك لكن أريدك بخدمة يا أبا عبدالرحمن فهل تساعدني؟ قال: قل ماتريد يا أبا عبدالله وانا ملبيه لك بإذن الله قلت :اريد مقابلة الخليفة عبدالرحمن الناصر فهل تقدر؟ ابتسم

وقال : بكل سرور يا أباعبدالله هو الآن في حديقته وسط الزهراء فهيا بنا نمضي اليه ابتسمت

تكاد الفرحة تطير بي وأنا أقول :على بركة الله.

ماالذي حصل ؟ وكيف دار النقاش ؟ هذا ماسنعرفونه في الجزء الثاني من هذه الرحلة آملا ان تكونوا مستمتعين فيها .

*****

طالما إن قصتنا أندلسية فإليكم هذه الموشحة لأبوبكر بن زهرالمولودعام 507للهجرة في أشبيلية:

أيها الساقي إليكَ المشتكَى قد دعوناك وان لم تسمعِ

ونديمٍ همتُ في غُـرّتِهِ**وبشرب ِ الراح ِ من راحتِه

كلما استيقظ من سُكرَتِهِ

جذبَ الزقَّ اليهِ واتـّكا** وسقاني أربَعـًا في أربَع ِ

غصنُ بان ٍمالَ من حيثُ إستوى

ماتَ من يهواه من فرط ِالجوى

خَافِقُ الأحشاء ِ مرهونُ القوى

كلما فكـر في البين ِ بكى** ويحه يبكي بما لم يقـع

ليس لي صبرٌ ولا لي جلدُ

يالقومي عذلوا واجتهدوا

أنكروا شكواي مما أجدِ

مثل حالي حقه أن يُشتكى**كمدُ اليأس وذل الطمعِ

مال لعيني عَشِـيَتْ بالنظر ِ

أنكرَتْ بعدكَ ضوءُ القمر

ِفإذا ما شئتَ فاسمَعْ خبري

دَمِيَتْْ عينايَ من طول ِ البكا** وبكى بعضي على بعضي معي

كبدٌ حَرّى ودمع يكِفُ

يعرف الذنب ولايعترف

أيها المعرض عما أصف

قد نما حبك عندي وزكا**لايظن الحِبُّ أني مدعي

أتمنى من كل قلبي ان تعجبكم قصتي والموشحة التي وضعتها وسقى الله ايام الأندلس.

التوقيع:

أبوعبدالله الأندلسي