الخميس، مارس 07، 2013

جان جاك روسو وحياة باي الهدف المشترك!!

قد يتعجب البعض من هذا العنوان كاتب ورواية اخرى، ماهدفهما المشترك؟ ماالذي وحد بين كاتب من قبل ثلاث قرون برواية كاتبها
 
من ابناء هذا القرن، اي من المستحيل ان يكونا قد التقيا حتى يكون هدفهما مشترك لا اقول ان الافكار لا تتوافق فيان مارتل (مؤلف
 
حياة باي) لم يذكر روسو ابدا في روايته، فما الذي جمعهما مع بعضهما؟ نبدأ مع روسو اولا:
 
جان جاك روسو:
 
 
 
ولد جان جاك روسو في عام 1712 في جنيف سويسرا، وكان من رواد النهضة و احد منظري الثورة الفرنسية رغم انه مات
 
  قبلها باحدى عشر عاما، لكن طبعا  افكاره الهمت الشعب الثائر على جور الملك وتغاضيه عن شعبه وجوع شعبه.
 
كان من اول الداعين لحقوق الانسان كونه انسان، والحرية عنده مطلب اساسي غير قابل للنقاش كتب عنه الكثير ولربما لايزال يكتب
 
عنه ،ولاشك عندي بأنه يستحق ذلك كان روسو يحب الموسيقى شغوفٌ بها،كان يحب التأمل والتفكير اخالفه بكرهه للفلاسفة حتى
 
لو كان معه حق في بعض الامور فلايجب ان ننكر دورهم في تنمية مجتمعاتهم ولربما عداوته لفولتير هي السبب. كان رائدا بفكره
 
وسبب ريادته جرأته بنشر افكاره، ويجب على كل كاتب او مفكر او فيلسوف او عالم  ان يمتلك هذه الشجاعة او الجرأة، كل هؤلاء
 
لو افتقدوا الشجاعة لكانا لانفع لما تعبوا وانفقوا اوقاتهم في تعلمه فهم لم يفيدوا البشرية، لم يكن ليبرز ديكارت لو لم يتجرأ بنقض
 
المنهج الارسطاطاليسي المسيطر على افكار الفلاسفة والعلماء في وقته، لو لم يتجرأ لما برز ديكارت ولما تغير وتطور الفكر الى
 
المرحلة التالية، لو لم يتجرأ آينشتاين على الرد على نظرية نيوتن لما ظهرت النظرية النسبية، هذا ماينقص كثير من كتاب هذا الوقت
 
انهم اصبحوا جبناء او كثير منهم للأسف اصبح تاجر بقلمه، وهؤلاء يجنون على عقولنا هؤلاء قتلة، روسو كان من الصنف الشجاع
 
ففي وقت يحكم فيه الاستبداد تكلم عن حقوق الإنسان والحريات واظهر كتابه الشهير العقد الاجتماعي، وله كتب كثيرة لكن ساتكلم عن
 
كتاب واحد فقط الذي جلب كل هذا الكلام الطويل وهو:
 
 
 
 
لن اقول ان دين الفطرة لروسو هو افضل كتاب له، ربما يعده البعض كذلك وهو حقه، لكن هذا الكتاب من احب الكتب الى قلبي من
 
كل ماقرأت، كتاب يختصر لك من هو جان جاك روسو، وماهي نظرته للحياة والله، قالها عن طريق رسالة الى ابنه تغنيك عن كتب 
 
كثيرة عنه ككتاب محمد حسين هيكل عنه جان جاك روسو حيااته وكتبه،  هذا الكتاب أثر بي بشكل كبير وتعجبت من حسن ثقته بالله
 
بعد ان صور لنا ان غيرنا لايحسنون الظن بالله مثلنا في افراحنا واحزاننا، رغم ان لدينا من يفوق الآخرين من ناحية سوء الظن بالله
 
روسو كان يفكر بان الله دائما خير حتى لو رادته الشكوك ينتهي بان الله خير، كان يؤمن بالضمير الداخلي للانسان ويهاجم منكريه،
 
وكان يهاجم الفلاسفة ويقول انهم يعقدون الامور ويضيعون الوقت، وهذا رايه قد نختلف او نتفق معه كتاب ممتع تجربة جميلة معه
 
اثر بي الكتاب من عدة نواحي اولها علينا ان نفهم غيرنا قبل ان نتكلم عنهم،لا يعني كونهم ولدوا في بيئة غير بيئتنا انهم لايؤمنون بالله
 
وانه مهما اختلفنا فهناك نقاط مشتركة تجمعنا، روسو له كلام عن الله كأنه شيخ مسلم، طبعا جعلني الكتاب اقتنع كونه عاش في بيئة
 
مخالفة وليس بمسلم ولم يفهم الاسلام فلايعني هذا انه في جهنم انما حسابه عند ربه، استطيع ان اقول هذا الكتاب يجعلك انت نفسك
 
تحب الله وتحسن الظن فيه، الكتاب اغناني عن كثير من المقالات والكتب عن روسو فهذا روسو يتحدث عن روسو، استطيع ان اقول
 
اكثر من ذلك هذا الكتاب زادني ايمان بالله وحسن الظن فيه سبحانه روسو مر على عقلي ومروره كان مرور العظماء الذين لاينمحون
 
من ذاكرة الناس.
 
 
انتهينا من روسو الآن  الى هذه الملحمة:
 
 
ترددت في قراءة هذه الراوية رغم اني اقتنيتها منذ زمن بعيد،  حتى كلمني صديق لي  عن انتاج فيلم عن حياة باي life of pi ،
 
قررت قراءة الراوية قبل الفلم حتى لو كنت متحرقا لمشاهدته، وعند قراءتي لها لكم تأسفت على تأخري بقراءة هذه الرائعة كيف
 
ترددت بقراءتها بل اذكر اني لم اتشجع باقتناءها رغم حث احد اصدقاءي اياي على شراءها وتحت الظغط اخذتها ثم في البيت 
 
وضعتها في احد الزوايا، حتى اتاني صديق آخر وتكلم عن الفيلم هنا اردت قراءتها اتاني احساس غريب ورغبة قوية في قراءتها
 
قرأتها وكنت من السعداء فلنتكلم عنها قليلا:
 

   رواية حياة باي للكندي يان مارتل اعتبرها شخصيا من الروايات الخالدة التي تستحق الخلود في ذاكرة الثقافة الكبيرة والمليئة
 
بالاعمال الخالدة. رواية تتحدث عن فتى هندي اسمه باي باتيل يتيه في البحر مع نمر بنغالي ضخم وكبير وخطير طبعا، كيف
 
يتصرف معه، الرواية تبدأ بحوار بين صاحب الراوية يان مارتل وعجوز هندي، سأله العجوز هل تريد قصة تجعلك تؤمن بالله
 
فيعرفه بباي باتيل وقد كبر ويعيش في كندا، وطلب منه ان يحدثه عن قصته من الهند ثم مغامرته مع النمر ريتشارد باركر ووصوله
 
الى هنا الى كندا، فحدثه انه كان ابن مدير لحديقة حيوانات في مدينة بونديتشري في الهند ، واغلب طفولته عاشها مع الحيوانات،
 
تقرر ذهابهم الى كندا بعد  اغلاق الحديقة وهنا تحدث مغامرته مع ريتشارد باركر النمر، وهذا اسمه وسببها ان المسجلين خلطوا
 
بين اسمه واسم من قام باصطياده، كان باي باتيل في صغره يبحث عن الله فبحث عنه في الكنيسة، وقبلها في دينه الهندوسية، ثم
 
الاسلام وقرر ان يعتنق هذه الاديان كلها!!، لن احرق المزيد لا اريد ان افسد على من لم يقرأ الرواية، اثرت الرواية بي كما اثر
 
روسو بي بكتاب دين الفطرة، مما اثر بي هو الظروف كثيرا مايتأقلم معها الانسان، الإنسان يتأقلم مع كل شيء وهذه من نعم الله
 
للإنسان في هذه الدنيا، الراوية زادتني اقتناعا بحاجة وجود الله، الرواية علمتني ان الحياة اسهل فهما تكون لي مع ايماني بوجود
 
خالق، وانها ستكون جدا معقدة وصعبه من دون الإيمان بخالق للكون ومن ينتقد سعي الانسان للطمأنينة فليعذرني ان اقول عنه
 
احمق!!، كل مصائب البشر من قبل البشر ويسألون لماذا لا ينقذكم الله، السؤال لماذا يحاسبنا اذا لو كان الله في كل امور الدنيا
 
يتدخل ولايكلك الى نفسك؟، لاتسأل لماذا الله لاينقذنا واسأل لماذا الإنسان يأكل الإنسان؟  الرواية زادتني ايمان بالله رواية تلامس
 
القلب وجولة ممتعة مفرحة.
 
الهدف المشترك بين روسو ودين الفطرة ومارتل وحياة باي هو انها يدعوان القارئ الى الايمان بالله سبحانه وحسن
 
الظن فيه رغم كل المشاكل والمآسي والعقبات الله وجوده كله خير.
 
هديتي
اغنية life of pi  استمعوا لها ولو انها بالهندية:)
 
 
خالص التحية

هناك تعليق واحد:

العين يقول...

في هذه الحالة يجب ان نبحث عن الرواية !

بورك قلمك.. عودا حميدا للكتابة هنا :)