الخميس، نوفمبر 03، 2016

ما لم تدركه شهرزاد: معروف الاسكافي يروي مذكراته

في آخر حياته كتب الملك معروف والذي كان يعرف بمعروف الاسكافي قبل ان يكون ملكا وكان ذلك في بلد آخر غير البلد الذي

 

ذهب اليه وواصبح الملك المطاع فيه، روت شهرزاد قصة معروف الاسكافي لشهريار وكانت آخر قصة من القصص الممتعة لألف

 

 .ليلة وليلة التي انقذت رأسها من شهريار وانقذت اخواتها بعد توبة شهريار

 

 

معروف الاسكافي في الف ليلة وليلة الرجل الطيب الذي تتحكم به زوجته فاطمة كما تشاء وكان يخاف منها اكثر من اي شيء آخر ،

 

حتى انتهى  الي يشكي جلس وبكى وخرج له المارد ونقله الى مكان بعيد عن مصر ،حتى لا تعثر عليه زوجته وهناك مع تطور الاحداث وعثوره على خاتم فيه مارد يلبي طلبات صاحب الخاتم المهم اصبح ملكا وانتهت قصته على هذا الشيء ،وكل من قرأ االقصة فرح لهذا الطيب فرحا شديدا، لكن وانا كنت في ديوان لاحد كبار المثقفين سنا وثقافة قلت له عن قصة الاسكافي الطيب الذي اصبح ملكا طيبا وكريما، ضحك الرجل وقال عندي لك هدية واهدى لي كتابا قديما وقال لي اقرأه ووكان عنواه مذكرات الإسكافي اليكم أهم ما فيه وما أنا الا ناقل ليس اكثر:

 

انا الملك معروف والملقب بالإسكافي اكتب هنا مذكراتي لعل فيها ما يخفف عني الصراع الذي بداخلي وانت يا عزيزي القارئ اكتب هذه المذكرات  بعد ان وهن جسمي ودنت منيتي لعلي اكفر عن ذنوبي ، التي كثرت حتى كرهت نفسي وكأن الانسان اذا كبر واقترب اجله  يجلس مع نفسه ليفكر بما عمل ويحاسب نفسه وقد فعلتها لقد راجعت نفسي  كل ما عملته في حياتي ما فعلته للناس ومافعلوه لي

 والخ اصبحت انظر للمرآة واقول هل انا إنسان طيب؟ كما يقول عني الناس وكانوا ينظرون الي بإشفاق حتى وانا ملك ووحده الله يعلم ان كنت طيبا ام لا لإن هناك امور عملتها وخفي على الناس ذلك والآن بعد كبرتي وبعد ان اقترب أجلي اريد ان اعترف نعم اريد ان اعترف بكل شيء فإليك عزيزي القارئ اعترافاتي ولك الحكم :

 

كنت شابا معدما اعيش في مصر، اظطررت ان اتعلم صنعة الاحذية لفقري وعوزي وكنت اتجول في السوق لأصلح للناس احذيتهم وارتزق من ورائها دراهم قليلة تسد ولو قليلا من رمقي ، في السوق تعرفت على فاطمة التي اصبحت زوجتي في ما بعد وكانت امرأ متسلطة متجبرة الكل يرغب بالزواج منها، تقدمت لخطبتها وصدمتني بموافقتها ، قد تتسائل عزيزي لماذا تزوجتها رغم اني سمعت عن تسلطها وتجبرها؟ وقد تسلطت علي واتعبتني لكن اليك اعترافي الأول:


الإعترااف الأول: زوجتي فاطمة

 

كانت فاطمة يتيمة متوسطة الحال  وورثت عن ابيها دكانا صغيرا لم تعرف كيف تستغله، ففكرت ان انتهز الفرصة ففعلت وتقدمت لخطبتها فكانت موافقتها سريعة وصدمت من هذا الجواب السريع، مع الأيام عرفت السبب فقد كانت تريد شخصا يحتاج اليها لكي تتحكم به كيفما شائت فقد شرطت علي ان تعطيني المحل والارباح لها ووافقت وقلت لعل وعسى استطيع ان  اخفي عنها بعض ما اكسبه وقد فعلت، لكن خطتي لم تمضي كما اردت لها فقد كانت متطلبة ومزعجة وطماعة ولا تكف عن اختلاق المشاكل،وهذا ما اتعبني كثيرا  ، وكنت اذا لم استكع ان البي طلباتها لشح المال كان تذهب للقاضي الاول واذا لم يجدي نفعا واجبرها على الصلح اتجهت للآخر لقد كدت اجن منها، وفي يوم من الأيام وعلى ناصية احد شوارع المدينة كنت ابكي قهرا فلم تكن تجارتي رابحة ولا زواجي ناجحا ، سمعت صوتا خلفي واذا بالحائط يتشقق ويخرج مارد من الجن نسيت اسمه واعذرني ايها القارئ فالكبرة تنسي واتمنى ان لا اكون مخطئا واخلط حتى باحداث قصتي لكني كما ذكرت اعتراف على صدري يستريح مما يثقل عليه، اتاني المارد

وقال لي ما لك ؟ فقلت له قصتي كاملة فقال الي: هل تريد ان آخذك الى مكان لا تصل اليك زوجتك قلت له كيف هل هناك مثل هذا المكان في مصر قال ليس في مصر بل في مكان آخر يبتعد عن هنا بمقدار سنة فوافقت في الحال فذهبت معه حملني هناك ووصلت الى هنا حيث اصبحت ملك لهذه  الأرض، كان يسألني الناس هناك من اين اتيت اقول لهم  من مصر وقد غادرتها بالأمس فاخذوا يضحكون علي واخذوني لأحد تجارهم واسمه علي  المصري  الذي فرقهم عني  وقد كان تاجرا واستضافني في قصره والبسني من لباسه واكرمني وهنا اعترافي الثاني.

 

الاعتراف الثاني:علي المصري

عندما سألني علي المصري عن احمد العطار وهو جاري ، عرفت من يكون  علي المصري لكن مضيت معه الى آخر الدرب ، فقد عرفت انه علي بن احمد العطار الذي هرب من بلدتنا قبل عشرين سنة بعد ان ضربه والده لانه كان معي عندما سرقنا احد كتب النصارى في الكنيسة وبعناه بثمن بخس  فعندما اشتكوه الرهبان عند ابوه ضربه فهرب ولم يعد، لكني جعلته يفصح عن نفسه حتى يقلل من ذكائي لغاية في نفسي . بعد ذلكتوثقت علاقتي مع علي العطار وقام بتعليمي الحيلة ، وعن طريق علي اكتست احترام تجار المدينة فقد قام بالترحيب بي كأني سيده فاحترموني وتعاملوا معي واظهرت لهم اني رجل شهم وكريم وعندي حملة قادمة كبيرة  

 

فكنت اقترض منهم  واعطي الفقراء بسخاء حتى يفرغ الذي عندي وتتراكم علي الديون ، اعترف اني استغللت صديقي علي شر استغلال واتعبته معي ولم اكن نادما بل هو نفسه كان نادما لانه ساعدني طالت المدة ولم تأتي الحملة وكان التجار يظغطون على علي

الذي كان ياتيني ويقول متى ترد ديونك للتجار قلت له عندما تأتي الحملة يظن اني صدقت كذبتي لكن في الحقيقة كنت اريد ان يذهبوا بي الي الملك ..

لقد واجه علي متاعب كثيرة من اجلي وانا اعلم ذلك ولم اشعر بالندم بل اكملت حيلتي حتى اصل للملك بأي طريقة كانت.

 

كان الملك بخيلا وطماعا يحب المال حبا جما يلهث عندما يذكر شيء عن الاموال وقد علمت ذلك من ابناء المدينة فاردت استغلالها لصالحي.

بعد مدة استكى التجار علي اخيرا ولم يذهبوا لعلي، فكان الملك يستفسر عني وكان وزيره يشك في نواياي واني مجرد محتال وكنت كذلك.

كرهت الوزير قبل ان اقابله ربما لانه محتال مثلي والمحتال يكره اخاه المحتال ،  طلبني الملك وقلت له عن حملتي كما قلت للتجار وابدعت بالوصف حتى سال لعابه فعرض علي الزواج من ابنته الشيء الذي اخاف صديقي المسكين علي وحفزني حتى احقق هدفي الذي اريده وهذا يقودني للاعترافي الثالث زواجي من ابنة الملك.

 

في الاسبوع القادم نكمل مع معروف الاسكافي ومذكراته

 

 

 

ليست هناك تعليقات: