المجان والخلعاء : 1- الوليد بن يزيد
الوليد بن يزيد (90-126هجرية -709-744 ميلادي)
الوليد بن يزيد حكمه كان احد اهم اسباب سقوط الدولة الأموية ، احد اشهر من حكم كونه كان عاشقا لمجالس الطرب والشراب ولم يكن يصلح للحكم ، كان الوليد صغيرا عندما حكم ابوه يزيد بن عبدالملك وكان ولي عهده اخاه هشام، كان الوليد الذي نشأ في الترف فتى جميلا وفخورا، يرتدي افخم الملابس وافضلها وللبسة واحدة فقط وكان خطيبا معدودا وشاعرا غنائيا مجددا،
في الخمريات وترك بصماته في شعر المحدثين ، ابي نواس وغيره، كان يحرص على اقتناء العيدان والطنابير ، وكان محبا للجمال متذوق للفن يقتني تماثيل الظباء ورؤوس السباع والأواني المصنوعة من من الذهب والفضة والقوارير الفرعونية .
كان ابوه حين كبر الوليد يتندم على انه قدم هشام علي ابنه الوليد واظهر له ذلك. لذلك تلازمت خلافة الأحول _كما يصف الوليد عمه_ مع الشعور العميق بالغبن في نفس المراهق. طمع هشام بخلع الوليد من ولاية العهد كوه ملازم معاقرة الخمرة واللهو واتخاذ الندماء فشكك في ايمان الوليد مستعينا بالأعيان والفقهاء لكن لم يكن له ما أراد.
لكن كل هذه الامور ولمدة عشرين سنة تركت الوليد فريسة للهواجس والضغينة يردد بين فترة واخرى (ذهب الأحول بعمري) .
احب الوليد في مطلع شبابه سلمى بنت سعيد شقيقة زوجته، طلق زوجته رجاء ان يتزوج منها لكن لم يحصل له ذلك ..
هذا الأمير المترف الذي جعلته الصدفة خليفة انقضت بين الكأس والقينة ولم تكن اكثر من سكرة طويلة لمو يوقظه منها الا سيف قاتل.
منذ تأزم علاقة الوليد بعمه هشام كان هذا الأمير يؤثر الإنفراد بأصحابه بعيدا عن العمران. وانتهج السبيل ذاته اثناء الخلافة . كان كارها للمواضع التي فيها الناس بل قلما دخل مدينة من مدن الشام. اقام في بادية الأردن في واحة تعرف بالأزرق ، في قصر روماني قديم . ونزل في الآونة الأخيرة في قصر البخراء في تدمر حيث قُتل . وكان الموقع حصن روماني عرف بمياهه الكبريتية نزله الوليد متداويا حين بدأت الخمور التي تجرعها تفتك بكبده. .
شاع شعري في سليمى واشتهر
ورواه كل باد وحضر
كان الوليد يرى أن العيش هو أن تتبع النفس هواها بغض النظر عن الخطأ والصواب ،وان لا تؤخر لذة اليوم الى غد فإنه غير مأمون ، وكان قد عبر عن اهواء نفسه من غير مواربة في حب الخمر وعض (الخدود الملاح) ومما قاله مستفزا:
أشهد الله والملائكة الأبرار..والعابدين أهل الصلاح
انني اشتهي السماع وشرب ..الكاس والعض للخدود الملاح
أو:
أحب الغناء وشرب الطلاء...وانس النساء ورب السور
ودل الغواني وعزف القيان... بصنج يمانٍ قبيل السَّحر
كان يطلب المدام كي تسلي ما بقلبه من حرارة كما يقول. لتطفي على قلبه الحسرة لأن (الأحول) حرمه السلطة، فكان يقول خذوا ملككم لا ثبت الله ملككم . اعتبر نفسه ملك المتع واللهو ولم يحرم نفسه منها، وكان له ندماءه الخاصين منهم مربيه عبدالصمد بن عبدالأعلى والذي كان يراه عمه هشام بأنه على غير ملة الأسلام واجبر الوليد على ان يبعده عنه واخذه هشام الى واليه في العراق يوسف بن عمر فسامه سوء العذاب.
يقال ان الامويين اخذوا تقليد الاكاسرة من حيث ان الخلفاء بينهم وبين ندمائهم ساتر، اما الوليد فكان يجالسهم من غير ساتر ولا يهتم ان يخرج امام جلسائه عاريا كما ولدته امه ، كما يقال انه عاش حياته للآخر:).
مات هشام عام 125 هجرية وتولى الوليد مقاليد الحكم ، فكان اول ما فعله ان انهك ميزانية الدولة بالانفاق على الناس كمحاولة بائسة لشراء الناس حوله حركة لم تشفع له كثيرا ، اثناء حكمه اظهر العباسيون دعوته، لم يطل حكمه لسياسته الغبية وتعيين ابنه الصغير وليا للعهد،ولم يقيم في دمشق او في اي مدينة كانت حياته لهو وعبث حتى وهو خليفة ، ما تسبب في مقتله بشكل مباشر هو اغضابه لقبائل العرب في الشام وتسليم رجل الدولة خالد القسري ليوسف بن عمر الذي افرط في تعذيب القسري مما تسبب بموته، وخرج يزيد ابن الوليد بن عبدالملك المعروف بالناقص او القدري كونه من القدرية وانضم ابن خالد القسري اليه وحاصروا الوليد في البخراء وقتلوه ليحكم يزيد لفترة ستة اشهر ومات من الطاعون وحكم مروان بن محمد آخر امويي الشرق،
كان هناك كلام عن عقيدة الوليد وقيل انه سمع آية( واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد) فقال ها انا ذا جبار عنيد وهناك من شكك في ان القصة كانت مجرد زيادة تشكيك في عقيدة الوليد حيث كما يقول ملحم شكر(مالذي يدفعه لقول هذا الكلام وسياق الآية لا تقصده بل لها سياق آخر )
عموما كان الوليد فاسقا شاربا للخمر ، ومنجذبا للقيان والجواري الحسان لكن كان كما كان كثير من خلفاء بني امية جبريا
في عقيدته ، وهناك مرويات تاريخية تقول انه كان يقسم حياته بين صلاة وشراب وكان اذا انهى صلاة العشاء جلس للشراب ومغازلة الحسان وكان في شبابه يغازل فتيات مسيحيات في الأديرة وما الى ذلك.
وهناك ايضا شكوك عن ضربة لقبة فوق الكعبة ليشرب فيها ويغني ولعدة اسباب، من صعوبة تسلق الكعبة ناهيك عن وضع قبة ومجلس شراب وثانيا لا اعتقد انه وصل لهذه الدرجة من الحماقة لكي يستفز الناس ويستنفرهم عليه خصوصا في وقت كان الدولة جالسة على جمر الثورات لكني لست مؤرخا انما فقط مهتم لكن استبعدها.
عندما قتل الوليد كان يقرأ القرآن مقتديا بعثمان بن عفان وكان يردد يوم كيوم عثمان.
عموما كان الوليد احد اشهر وابرز المجان والخلعاء في التاريخ الاسلامي. كان فنانا وذو احساس مرهف وحب للشعر
والخلاعة والمجون وكان يجمع الآثار وغير ذلك، لكن كان حاكما غبيا تسبب في دمار دولته بتصرفات غبية وكان هو ضحية رعونته .
لا ادري ان كنت فصلت بشكل جيد ام لا لكن هذه بداية سلسلة اتمنى تحوز على رضاكم
شكرا لكل من يتحملني :)
اعتمدت على كتاب ملحم شكر تاريخ الزندقة في دار الاسلام
في القرن الثاني للهجرة مع بعض الاطلاع على سيرة الوليد كوني مهتم
الى اللقاء
هناك تعليق واحد:
اشكرك اخي العزيز على المعلومات كنت ابحث عنها
إرسال تعليق