الخميس، ديسمبر 28، 2017

27-12

قبل سنتين من الآن في يوم 27-12-2015 تمر ذكرى يوم من اسوأ أيام حياتي، حين ظهرت نتيجة فحص الدم الذي عملته بسبب التعب الذي مر بي ، لكل شيء بداية كنت مفرط السمنة غير مبالي ابدا  بصحتي كسول قليل الحركة بل نادر الحركة ، استطيع الجلوس بدون حركة لنصف يوم والنصف الثاني اغلبه نوم اصلا، مع شهية مفتوحة للطعام ونفس شرهة، متعي في الحياة كانت ثلاثة كتب واغاني والمزيد من الطعام، حياة مليئة بالخمول والكسل لو وانا اتذكرها الآن ادرك كم كنت مثيرا للغثيان والشفقة، قمت بعمل اكثر من حمية قبلها وباتت كلها بفشل ذريع جدا ، وبعدها استمريت على وضعي البائس نوم سيء واكل غير صحي ومليء بالدهون والسكريات، استفيق من نومي اتوجه لعملي في الوزارة وهناك افطار ثقيل بشكل يومي لتعود للمنزل وتأكل غداء ثقيل اثقل من دمي، وانام القيلولة وهي تعويض نوم وليست قيلولة في الحقيقة فكنت كنت وقتها انام الساعة الثانية واستيقظ في السابعة، وبعدها اتجه للمقهى مع كتبي اقرأ ما بدا لي ثم عشاء ثقيل جدا مالذ وطاب ، ثم السهر للثانية والنوم وهكذا ، كانت أمي دائما تحرني وتقول احذر السكري ضيف ثقيل لا يرحم ولا يرحل، وكانت تذكرني كيف انها تجاهلت نصائح امها حتى اصابها ورضخت للأمر الواقع، كنت اتجاهل واقول استطيع ان اتعايش معه كما تعايش معه غيري مثل امي ومن اعرف، كان يضرب بي المثل عن السمنة والكسل وعدم الحركة ممن اعرف ومن لا اعرف، بل لقد كنت في مقهى ومجموعة فتيات امامي كانوا يتكلمون وتبين انه عني بصوت بعضهن المرتقفع ويضحكن وبشدة ، وكان كلاما جارحا ازعجني لفترة طويلة ، لكن هل اوقفني هذا  وغيرني؟ ابدا!! ، بل استمريت في طريقي حتى وصلت يوم من ايام شهر ديسمبر 2015 بدايته كما اذكر ، شهر ديسمبر 2015 مررت فيه بأيام سوداء شديدة السواد، من اكتئاب مفاجئ الى وسواس جعلني اكره حياتي، لا استمتع بطعام ولا شراب بل فكرت لماذا لا اموت وينتهي كل شيء؟، وصل بي الحال اني مرة ركنت السيارة على جنب وبكيت بكاء شديدا و المصيبة الأكبر كل الذي مررت فيه وقتها لم اكن اجرؤ ان اتكلم فيه مع اي احد، ارتفع ضغط الدم عندي بعدها واحسست بتعب شديد ذهبت لمستشفى وعملت فحص الدم وكان هناك النقطة الفاصلة، بعد اسبوع في يوم 27-12-2015 ذهبت للمستشفى استلمت النتيجة واخذتها لمستوصف منطقتي وهنا حدث شيء غير كل شيء، قالت لي الطبيبة انت حاليا تعديت الخط الأحمر ورسميا تعتبر مصاب بالسكري!!، انظر اليها في حالة من  الصدمة وعدم التصديق ماذا كنت اتوقع هل انا رياضي حتى اتفاجئ هكذا؟ لقد كنت ارى نفسي مخفي لا يمكن ان يأتيني السكري وصل عمري الثلاثين ولم اشعر حتى بأعراضه كيف سيأتيني؟ الفحص هنا كان بمثابة لطمة ، قالت لي الطبيبة لك الآن حلين اما ان تبدأ حمية لثلاثة شهور او تلتزم بالدواء وهو الحبوب، واضافت  من عندها كلاما اثار حفيظتي ويبدو لي انك يا صالح تريد الحبوب!!، قلت لها من غير وعي مني بل الحمية واعود بعد ثلاثة أشهر، ذهبت لمنزلي والخيبة تقتلني حاولت النوم ما استطعت لذلك سبيلا قلت في نفسي هذا اسوأ يوم في حياتي، مر اليوم ثقيلا لكني تذكرت ما قلته للطبيبة الحمية والعودة بعد ثلاثة شهور، قررت فعلا ذلك وخضت في ثلاثة شهور من الجحيم ما احسستها ستنتهي عملت افحص التالي نزل الرقم وعدت للرقم الطبيعي بعد ان انزلت وزني وهنا عرفت شيء اسمه الأمل.

 

اكتب هذا لانه في يوم 27-12-2017 كان احد اسعد الأيام في حياتي بعكس اخيه من سنتين ، منذ ان قمت بالحمية قلت هي اسلوب حياة وقررت اني انزل من وزني باطول فترة ممكنة اقول هذا لانه قبل سنتين كان وزني 160 او أكثر انا الآن وصلت الى 118 بمجهود رياضي وبدون اي تدخلات خارجية فلا حبوب ولا ايا من هذا وبفترة سنتين كان فيها بعض الانكسارات لكني سرعان ما أعود.

 

لو اتاني احدكم ليسألني قبل سنتين هل تتخيل نفسك يوم وانت بجسم صحي ووزن مثالي لضحكت لانعدام املي بل ليس انعدام امل بل لا مفكر فيه ، كنت سأقول له انظر الي والى اسلوب حياتي اهذ رجل يبدو لك سيخسر كيلوغراما واحدا فضلا عن ان يكون بوزن مثالي له وجسم صحي، لم ينتهي طريقي واخذ مني وقتا طويلا ومجهودا كبير واعلم انه الطريق طويل لكن يوم 27-12-2017 

جعل املي يكون كبيرا الى درجة اني بدأت اصدق اني يوما سأصل الى ما أريد .

 

ليت لو كان عندي اسلوب ادبي اخاذ وجميل لكن للأسف فقط احببت ترجمة احاسيسي بمناسبة هذا اليوم اعتذر عن الأطالة

واعتذر منكم على سرقة وقتكم.

 

تحياتي

صالح

ليست هناك تعليقات: