الجمعة، أبريل 04، 2014

قصة عامر (1)

 اتتني رسالة بريدية من حساب لا اعرفه ، فتحت الرسالة واذا بها قصة فتى اسمه عامر ،وطلب مني ان انشرها ما استطعت الى ذلك

 سبيلا، قلت في نفسي وهل انا مشهور وانا لا اعرف؟، لكن من ناحية اخلاقية ليست لي اي حيلة لا ان ابرئ ذمتي تجاهه، رددت

عليه بوعد نشرها وحان وقت رد الدين، فإليكم قصته:
ملاحظة مابين قوسين من اضافتي
 
اخي صالح:
 
انا اسمي عامر قررت ان اكتب قصتي لعل الكتابة تجعلني اغفر لنفسي او اخفف غضبي عليها، انا اكره نفسي كثيرا، لا تعلم كم آذيت
 
الناس معي  وكنت اظن ان ما افعله امر عظيم ومسلي، الإنسان يتكلم عن العدل والأخلاق وظبط النفس عندما تحدث الأمور لغيره،
 
لكن عندما تحدث له فينسى مايقول فيجن جنونه، الإنسان اناني بطبعه انت تعرف ذلك ولا اظن انك تخالفني، وان خالفتني فإني اراك
 
على خطأ، الإنسان يستطيع تسويغ كل خطأ يفعله بأي عذر كان من الدين او من اي شيء آخر، احيانا اظن ان كل الذي نعيشه هراء
 
وان النفاق طبع اساسي في الإنسان، وان كل مانراه ليس حقيقيا (كأني ارى الفيلسوف المثالي باركلي)، من تجربتي الإنسان لايبكي
 
على حقوق الإنسان الا عندما يظلم هو اما عند غيره فينسى ذلك ولا يلقي له بالا ان لم يكن يسانده،  الآخرون هم الجحيم كما قالها
 
سارتر، هل تعلم اني كنت احرم القراءة لمن هم ليسوا على ديني عموما ليس هذا موضوعنا، في بداياتي كنت شابا فضوليا احب
 
الإطلاع على كل شيء ، مجلات،روايات ،والخ، في احدى المرات وانا اقرأ رواية الحرافيش لنجيب محفوظ رآني صديقي يوسف

وقد كان ملتزما بالدين (هذا ماظننته) فنهرني عن قراءة  نجيب فهو ماسوني ضد الإسلام وشاتم للقرآن، رغم اني لم اقرأ اي شيء

ضد الدين في كتاباته فالحرافيش كانت الراوية الرابعة التي اقرأها لنجيب وكم هو مميز هذا النجيب، قلت له اني لم اقرأ له اي شيء

الدين لكن يوسف قام  بترديد كلام شيوخه المهاجمين لنجيب، وكان يتكلم بكل عاطفية وكل شجن، تأثرت بكلامه فرميتها في اقرب

قمامة.

صرت ارى يوسف كل يوم بعد الجامعة ، واخذ يكلمني عن الدين وعظمته وانه يجب ان التزم جادة الحق وكنت اسمع كلامه بصدر

رحب ، حتى اتى اليوم الذي اخذني فيه الى شيخه وكان اسمه شيخ حافظ، كان الشيخ حافظ يحذرنا من الكتاب والمثقفين الحداثيين

  والراوئيين امثال نجيب فهم يدسون السم بالعسل حتى عندما تنهي كتبهم الا وانت مبغض للإسلام واهله، و قال الشيخ ان العلم

الوحيد هو العلم الشرعي فقط، العلوم الدنيوية بكل انواعها لا تنفعك شيئا في الآخرة، من هنا كانت انطلاقتي، التزمت فعلا وكان اهلي

سعيدين بإلتزامي في البداية، لأعطك نبذة عن اهلي فكلهم ملتزمون بالصلاة لكن امي واخواتي غير محجبات لكنهن في قمة الرقي

والإحترام  ومحبين للدين ، كان يزعجني عدم ارتدائهن للحجاب وكنت ارى بوجوب النقاب، فقمت بنصحهن بالبداية حتى قال لي

شيخنا يجب عليك ان لا تتركهن حتى لو ازعجتهن فالحق اولى من ابيك وامك وحتى تنقذهم من النار، لذلك افتعلت المشاكل معهم

وكان ابي يقوم بتوبيخي ولا فائدة،  قلت لشيخنا ان والدي يعاند ويرفض فحوقل الشيخ وقال ان عناده هذا كفر! عندما سمعت هذه

الكلمة بكيت كثيرا على حال اهلي ، لا اريد لهم ان يذهبوا للنار فأتيت بالشيخ الى البيت لينصح ابي، فقال له ابي ليس لك سلطة علينا

وان ارادت زوجتي وبناتي ان يرتدين الحجاب فليكن ذلك لكني لن اجبرهن، غضب الشيخ وغضبت معه وقال لي افعل كل ما بوسعك

او اهجرهم لا يوجد غير هذين الحلين، حاولت وحاولت وحاولت، ضربت اخواتي وكنت افسد عليهن اوقاتهن، حتى قالت اختي

الكبرى مي لقد اصبحت مجنونا لا اريد ان اراك  ضربتها ضربا مبرحا وذهبت على اثره للمشفى، لم ينتهي كل شيء قام ابي بضربي

ودعت علي امي فتخيل ماذا فعلت؟ قمت بالبصق عليهما وقررت ترك عائلتي الى الأبد.

نكمل الرسالة في يوم قادم

ليست هناك تعليقات: