الرياح البيضاء
مدونة صالح الفلاح
الخميس، ديسمبر 28، 2017
الخميس، مايو 18، 2017
المجان والخلعاء : 1- الوليد بن يزيد
الوليد بن يزيد (90-126هجرية -709-744 ميلادي)
الوليد بن يزيد حكمه كان احد اهم اسباب سقوط الدولة الأموية ، احد اشهر من حكم كونه كان عاشقا لمجالس الطرب والشراب ولم يكن يصلح للحكم ، كان الوليد صغيرا عندما حكم ابوه يزيد بن عبدالملك وكان ولي عهده اخاه هشام، كان الوليد الذي نشأ في الترف فتى جميلا وفخورا، يرتدي افخم الملابس وافضلها وللبسة واحدة فقط وكان خطيبا معدودا وشاعرا غنائيا مجددا،
في الخمريات وترك بصماته في شعر المحدثين ، ابي نواس وغيره، كان يحرص على اقتناء العيدان والطنابير ، وكان محبا للجمال متذوق للفن يقتني تماثيل الظباء ورؤوس السباع والأواني المصنوعة من من الذهب والفضة والقوارير الفرعونية .
كان ابوه حين كبر الوليد يتندم على انه قدم هشام علي ابنه الوليد واظهر له ذلك. لذلك تلازمت خلافة الأحول _كما يصف الوليد عمه_ مع الشعور العميق بالغبن في نفس المراهق. طمع هشام بخلع الوليد من ولاية العهد كوه ملازم معاقرة الخمرة واللهو واتخاذ الندماء فشكك في ايمان الوليد مستعينا بالأعيان والفقهاء لكن لم يكن له ما أراد.
لكن كل هذه الامور ولمدة عشرين سنة تركت الوليد فريسة للهواجس والضغينة يردد بين فترة واخرى (ذهب الأحول بعمري) .
احب الوليد في مطلع شبابه سلمى بنت سعيد شقيقة زوجته، طلق زوجته رجاء ان يتزوج منها لكن لم يحصل له ذلك ..
هذا الأمير المترف الذي جعلته الصدفة خليفة انقضت بين الكأس والقينة ولم تكن اكثر من سكرة طويلة لمو يوقظه منها الا سيف قاتل.
منذ تأزم علاقة الوليد بعمه هشام كان هذا الأمير يؤثر الإنفراد بأصحابه بعيدا عن العمران. وانتهج السبيل ذاته اثناء الخلافة . كان كارها للمواضع التي فيها الناس بل قلما دخل مدينة من مدن الشام. اقام في بادية الأردن في واحة تعرف بالأزرق ، في قصر روماني قديم . ونزل في الآونة الأخيرة في قصر البخراء في تدمر حيث قُتل . وكان الموقع حصن روماني عرف بمياهه الكبريتية نزله الوليد متداويا حين بدأت الخمور التي تجرعها تفتك بكبده. .
شاع شعري في سليمى واشتهر
ورواه كل باد وحضر
كان الوليد يرى أن العيش هو أن تتبع النفس هواها بغض النظر عن الخطأ والصواب ،وان لا تؤخر لذة اليوم الى غد فإنه غير مأمون ، وكان قد عبر عن اهواء نفسه من غير مواربة في حب الخمر وعض (الخدود الملاح) ومما قاله مستفزا:
أشهد الله والملائكة الأبرار..والعابدين أهل الصلاح
انني اشتهي السماع وشرب ..الكاس والعض للخدود الملاح
أو:
أحب الغناء وشرب الطلاء...وانس النساء ورب السور
ودل الغواني وعزف القيان... بصنج يمانٍ قبيل السَّحر
كان يطلب المدام كي تسلي ما بقلبه من حرارة كما يقول. لتطفي على قلبه الحسرة لأن (الأحول) حرمه السلطة، فكان يقول خذوا ملككم لا ثبت الله ملككم . اعتبر نفسه ملك المتع واللهو ولم يحرم نفسه منها، وكان له ندماءه الخاصين منهم مربيه عبدالصمد بن عبدالأعلى والذي كان يراه عمه هشام بأنه على غير ملة الأسلام واجبر الوليد على ان يبعده عنه واخذه هشام الى واليه في العراق يوسف بن عمر فسامه سوء العذاب.
يقال ان الامويين اخذوا تقليد الاكاسرة من حيث ان الخلفاء بينهم وبين ندمائهم ساتر، اما الوليد فكان يجالسهم من غير ساتر ولا يهتم ان يخرج امام جلسائه عاريا كما ولدته امه ، كما يقال انه عاش حياته للآخر:).
مات هشام عام 125 هجرية وتولى الوليد مقاليد الحكم ، فكان اول ما فعله ان انهك ميزانية الدولة بالانفاق على الناس كمحاولة بائسة لشراء الناس حوله حركة لم تشفع له كثيرا ، اثناء حكمه اظهر العباسيون دعوته، لم يطل حكمه لسياسته الغبية وتعيين ابنه الصغير وليا للعهد،ولم يقيم في دمشق او في اي مدينة كانت حياته لهو وعبث حتى وهو خليفة ، ما تسبب في مقتله بشكل مباشر هو اغضابه لقبائل العرب في الشام وتسليم رجل الدولة خالد القسري ليوسف بن عمر الذي افرط في تعذيب القسري مما تسبب بموته، وخرج يزيد ابن الوليد بن عبدالملك المعروف بالناقص او القدري كونه من القدرية وانضم ابن خالد القسري اليه وحاصروا الوليد في البخراء وقتلوه ليحكم يزيد لفترة ستة اشهر ومات من الطاعون وحكم مروان بن محمد آخر امويي الشرق،
كان هناك كلام عن عقيدة الوليد وقيل انه سمع آية( واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد) فقال ها انا ذا جبار عنيد وهناك من شكك في ان القصة كانت مجرد زيادة تشكيك في عقيدة الوليد حيث كما يقول ملحم شكر(مالذي يدفعه لقول هذا الكلام وسياق الآية لا تقصده بل لها سياق آخر )
عموما كان الوليد فاسقا شاربا للخمر ، ومنجذبا للقيان والجواري الحسان لكن كان كما كان كثير من خلفاء بني امية جبريا
في عقيدته ، وهناك مرويات تاريخية تقول انه كان يقسم حياته بين صلاة وشراب وكان اذا انهى صلاة العشاء جلس للشراب ومغازلة الحسان وكان في شبابه يغازل فتيات مسيحيات في الأديرة وما الى ذلك.
وهناك ايضا شكوك عن ضربة لقبة فوق الكعبة ليشرب فيها ويغني ولعدة اسباب، من صعوبة تسلق الكعبة ناهيك عن وضع قبة ومجلس شراب وثانيا لا اعتقد انه وصل لهذه الدرجة من الحماقة لكي يستفز الناس ويستنفرهم عليه خصوصا في وقت كان الدولة جالسة على جمر الثورات لكني لست مؤرخا انما فقط مهتم لكن استبعدها.
عندما قتل الوليد كان يقرأ القرآن مقتديا بعثمان بن عفان وكان يردد يوم كيوم عثمان.
عموما كان الوليد احد اشهر وابرز المجان والخلعاء في التاريخ الاسلامي. كان فنانا وذو احساس مرهف وحب للشعر
والخلاعة والمجون وكان يجمع الآثار وغير ذلك، لكن كان حاكما غبيا تسبب في دمار دولته بتصرفات غبية وكان هو ضحية رعونته .
لا ادري ان كنت فصلت بشكل جيد ام لا لكن هذه بداية سلسلة اتمنى تحوز على رضاكم
شكرا لكل من يتحملني :)
اعتمدت على كتاب ملحم شكر تاريخ الزندقة في دار الاسلام
في القرن الثاني للهجرة مع بعض الاطلاع على سيرة الوليد كوني مهتم
الى اللقاء
الخميس، نوفمبر 03، 2016
ما لم تدركه شهرزاد: معروف الاسكافي يروي مذكراته
في آخر حياته كتب الملك معروف والذي كان يعرف بمعروف الاسكافي قبل ان يكون ملكا وكان ذلك في بلد آخر غير البلد الذي
ذهب اليه وواصبح الملك المطاع فيه، روت شهرزاد قصة معروف الاسكافي لشهريار وكانت آخر قصة من القصص الممتعة لألف
.ليلة وليلة التي انقذت رأسها من شهريار وانقذت اخواتها بعد توبة شهريار
معروف الاسكافي في الف ليلة وليلة الرجل الطيب الذي تتحكم به زوجته فاطمة كما تشاء وكان يخاف منها اكثر من اي شيء آخر ،
حتى انتهى الي يشكي جلس وبكى وخرج له المارد ونقله الى مكان بعيد عن مصر ،حتى لا تعثر عليه زوجته وهناك مع تطور الاحداث وعثوره على خاتم فيه مارد يلبي طلبات صاحب الخاتم المهم اصبح ملكا وانتهت قصته على هذا الشيء ،وكل من قرأ االقصة فرح لهذا الطيب فرحا شديدا، لكن وانا كنت في ديوان لاحد كبار المثقفين سنا وثقافة قلت له عن قصة الاسكافي الطيب الذي اصبح ملكا طيبا وكريما، ضحك الرجل وقال عندي لك هدية واهدى لي كتابا قديما وقال لي اقرأه ووكان عنواه مذكرات الإسكافي اليكم أهم ما فيه وما أنا الا ناقل ليس اكثر:
انا الملك معروف والملقب بالإسكافي اكتب هنا مذكراتي لعل فيها ما يخفف عني الصراع الذي بداخلي وانت يا عزيزي القارئ اكتب هذه المذكرات بعد ان وهن جسمي ودنت منيتي لعلي اكفر عن ذنوبي ، التي كثرت حتى كرهت نفسي وكأن الانسان اذا كبر واقترب اجله يجلس مع نفسه ليفكر بما عمل ويحاسب نفسه وقد فعلتها لقد راجعت نفسي كل ما عملته في حياتي ما فعلته للناس ومافعلوه لي
والخ اصبحت انظر للمرآة واقول هل انا إنسان طيب؟ كما يقول عني الناس وكانوا ينظرون الي بإشفاق حتى وانا ملك ووحده الله يعلم ان كنت طيبا ام لا لإن هناك امور عملتها وخفي على الناس ذلك والآن بعد كبرتي وبعد ان اقترب أجلي اريد ان اعترف نعم اريد ان اعترف بكل شيء فإليك عزيزي القارئ اعترافاتي ولك الحكم :
كنت شابا معدما اعيش في مصر، اظطررت ان اتعلم صنعة الاحذية لفقري وعوزي وكنت اتجول في السوق لأصلح للناس احذيتهم وارتزق من ورائها دراهم قليلة تسد ولو قليلا من رمقي ، في السوق تعرفت على فاطمة التي اصبحت زوجتي في ما بعد وكانت امرأ متسلطة متجبرة الكل يرغب بالزواج منها، تقدمت لخطبتها وصدمتني بموافقتها ، قد تتسائل عزيزي لماذا تزوجتها رغم اني سمعت عن تسلطها وتجبرها؟ وقد تسلطت علي واتعبتني لكن اليك اعترافي الأول:
الإعترااف الأول: زوجتي فاطمة
كانت فاطمة يتيمة متوسطة الحال وورثت عن ابيها دكانا صغيرا لم تعرف كيف تستغله، ففكرت ان انتهز الفرصة ففعلت وتقدمت لخطبتها فكانت موافقتها سريعة وصدمت من هذا الجواب السريع، مع الأيام عرفت السبب فقد كانت تريد شخصا يحتاج اليها لكي تتحكم به كيفما شائت فقد شرطت علي ان تعطيني المحل والارباح لها ووافقت وقلت لعل وعسى استطيع ان اخفي عنها بعض ما اكسبه وقد فعلت، لكن خطتي لم تمضي كما اردت لها فقد كانت متطلبة ومزعجة وطماعة ولا تكف عن اختلاق المشاكل،وهذا ما اتعبني كثيرا ، وكنت اذا لم استكع ان البي طلباتها لشح المال كان تذهب للقاضي الاول واذا لم يجدي نفعا واجبرها على الصلح اتجهت للآخر لقد كدت اجن منها، وفي يوم من الأيام وعلى ناصية احد شوارع المدينة كنت ابكي قهرا فلم تكن تجارتي رابحة ولا زواجي ناجحا ، سمعت صوتا خلفي واذا بالحائط يتشقق ويخرج مارد من الجن نسيت اسمه واعذرني ايها القارئ فالكبرة تنسي واتمنى ان لا اكون مخطئا واخلط حتى باحداث قصتي لكني كما ذكرت اعتراف على صدري يستريح مما يثقل عليه، اتاني المارد
وقال لي ما لك ؟ فقلت له قصتي كاملة فقال الي: هل تريد ان آخذك الى مكان لا تصل اليك زوجتك قلت له كيف هل هناك مثل هذا المكان في مصر قال ليس في مصر بل في مكان آخر يبتعد عن هنا بمقدار سنة فوافقت في الحال فذهبت معه حملني هناك ووصلت الى هنا حيث اصبحت ملك لهذه الأرض، كان يسألني الناس هناك من اين اتيت اقول لهم من مصر وقد غادرتها بالأمس فاخذوا يضحكون علي واخذوني لأحد تجارهم واسمه علي المصري الذي فرقهم عني وقد كان تاجرا واستضافني في قصره والبسني من لباسه واكرمني وهنا اعترافي الثاني.
الاعتراف الثاني:علي المصري
عندما سألني علي المصري عن احمد العطار وهو جاري ، عرفت من يكون علي المصري لكن مضيت معه الى آخر الدرب ، فقد عرفت انه علي بن احمد العطار الذي هرب من بلدتنا قبل عشرين سنة بعد ان ضربه والده لانه كان معي عندما سرقنا احد كتب النصارى في الكنيسة وبعناه بثمن بخس فعندما اشتكوه الرهبان عند ابوه ضربه فهرب ولم يعد، لكني جعلته يفصح عن نفسه حتى يقلل من ذكائي لغاية في نفسي . بعد ذلكتوثقت علاقتي مع علي العطار وقام بتعليمي الحيلة ، وعن طريق علي اكتست احترام تجار المدينة فقد قام بالترحيب بي كأني سيده فاحترموني وتعاملوا معي واظهرت لهم اني رجل شهم وكريم وعندي حملة قادمة كبيرة
فكنت اقترض منهم واعطي الفقراء بسخاء حتى يفرغ الذي عندي وتتراكم علي الديون ، اعترف اني استغللت صديقي علي شر استغلال واتعبته معي ولم اكن نادما بل هو نفسه كان نادما لانه ساعدني طالت المدة ولم تأتي الحملة وكان التجار يظغطون على علي
الذي كان ياتيني ويقول متى ترد ديونك للتجار قلت له عندما تأتي الحملة يظن اني صدقت كذبتي لكن في الحقيقة كنت اريد ان يذهبوا بي الي الملك ..
لقد واجه علي متاعب كثيرة من اجلي وانا اعلم ذلك ولم اشعر بالندم بل اكملت حيلتي حتى اصل للملك بأي طريقة كانت.
كان الملك بخيلا وطماعا يحب المال حبا جما يلهث عندما يذكر شيء عن الاموال وقد علمت ذلك من ابناء المدينة فاردت استغلالها لصالحي.
بعد مدة استكى التجار علي اخيرا ولم يذهبوا لعلي، فكان الملك يستفسر عني وكان وزيره يشك في نواياي واني مجرد محتال وكنت كذلك.
كرهت الوزير قبل ان اقابله ربما لانه محتال مثلي والمحتال يكره اخاه المحتال ، طلبني الملك وقلت له عن حملتي كما قلت للتجار وابدعت بالوصف حتى سال لعابه فعرض علي الزواج من ابنته الشيء الذي اخاف صديقي المسكين علي وحفزني حتى احقق هدفي الذي اريده وهذا يقودني للاعترافي الثالث زواجي من ابنة الملك.
في الاسبوع القادم نكمل مع معروف الاسكافي ومذكراته
الخميس، فبراير 04، 2016
شعرة
((الكل مغفل))
هذه الكلمة المقوسة يكررها دائما الدكتور يوسف ، دكتور الفلسفة في كلية الآداب والمتخرج من جامعة كامبردج ، ينعته من خالطه بالغرور والتعجرف ، يكتب مقالات اسبوعية في اكبر جريدة ، له مدونة وألف العديد
من الكتب ويحب ان يثير الجدل ، اقول هذا الكلام لانه ما سأ نقله هو حوار له في لقاء مع المذيع المتميز
سلمان في برنامجه حوار ثقافي والذي يبث كل يوم خميس
فبدون اطالة انقل لكم
ماجرى في هذه الحلقة:
ملاحظة
كلام المذيع: كتب باللون الاحمر
كلام الدكتور: باللون الأبيض
سلمان: اعزائي المشاهدين اهلا وسهلا بكم في برنامجكم حوار ثقافي ، ضيفي ذا الاسبوع ضيف متميز هو دكتور الفلسفة يوسف ،
مرحبا بك معنا يادكتور يوسف.
. اهلا وسهلا_
دكتور هل من الممكن ان تحدثنا عن نفسك قليلا؟_
.مقالاتي وكتبي تعرف عني ولست مظطرا ان اعرف غيري عني فالأهم هي افكاري التي تؤثر على المجتمع_
الا ترى اجابتك ثقة زائدة بالنفس هلى ترى نفسك صاحب تأثير على المجتمع دكتور يوسف؟_
. هذه حقيقة وليست ثقة انا صاحب فكر عالي ودكتور فلسفة متخرج من جامعة راقية في بريطانيا لانني اعرف مستواي_
كلام اقرب للعجرفة
ولما يكون كلامي هذا غرور وثقة زائدة؟ لو نقدت نفسي قلتم قال الحقيقة عن نفسه وعندما اقول هذا الكلام اصبح غرورا _
وعجرفة !! انا قلت لك لم اقل الا الحقيقة انا دكتور ورجل متميز ما المشكلة في هذا ؟
هناك جملة ترددها وهي ان الكل مغفل لماذا؟_
نعم الكل مغفل، ان المجتمع هو مجتمع مرفه لا يفكر الا اين سيأكل او اين سيخرج وفوق هذا لايفقه ما يجري حوله وفوق ذلك _
يحلل كل شيء فهو سياسي اذا شاء وفيلسوف اذا شاء وطبيب اذا شاء وهو لا يعرف كيف يلبس جوربه .
!!كلامك عن المجتمع قاسي _
. انا اقول الحقيقة سواء كانت لطيفة ام قاسية انا اقول الحقيقة _
كلامك منفر للناس_
لايهمني ذلك، لا ابحث عن محبة احد خصوصا محدودي التفكير انا من النخبة لقد ناقشت نخبة المفكرين الاوروبيين مستفيدا من _
دراستي في كامبردج وخصوصا عن احد اهم الفلاسفة وهو ديفيد هيوم رائد الشكوكية هذا العبقري الفذ لذلك لا انتظر ولا اهتم
ان يرضى عني اشخاص لا يهتمون الا كيف يملئون بطونهم.
ان كانوا لا يهمونك لمن تكتب اذا؟_
. اكتب لاجل الحقيقة والحقيقة فقط_
هنا يتوقف المذيع سلمان ليقول : اعزائي المشاهدين نعود لكم بعد الفاصل الاعلاني .
بعد خمس دقائق
سلمان: اهلا بكم مرة اخرى نعود لحديثنا مع الدكتور يوسف لكن في الانتظار مكالمة من زميل الدكتور بالعمل
الدكتور ربيع، اهلا بك يادكتور معنا
د.ربيع: اهلا وسهلا بكم واشكركم على هذا البرنامج الرائع واحييكم عليه.
هل لديك سؤال للدكتور يوسف؟ اترك المجال لك دكتور ربيع
اريد ان اقول للدكتور يوسف انك تذم المجتمع رغم انك تنكر انه ذم بل انك تقول الحقيقة كما هي اليس كذلك؟_
نعم هذا صحيح._
لذلك انت وقح ومغرور وتعيش على وهم انك متميز ذو فضل على المجتمع وهذه حقيقة وليست ذما.
هنا يغضب الدكتور يوسف ويقول بانفعال:
لقد كنت معي في الثانوية وعندما تم التخرج ذهبت لبريطانيا بينما انت بقيت هنا في الكويت وتقول اني اعيش على وهم
الا تنظر لنفسك اولا!! انا تخرجت من كامبردج وانت تخرجت هنا فلا مقارنة بيني وبينك ابدا!!.
من الجيد انك ذكرت انني كنت زميلك وفي دفعتك واعرف كل الامور عن دراستك في بريطانيا هل نسيت يا
دكتور يوسف؟ ان كنت ناسي افكرك كما قالت هدى سلطان في اغنيتها الشهيرة.
ينفعل الدكتور يوسف ويريد الخروج من البرنامج لكن قبل ان يخرج قال الدكتور ربيع:
اثبت بالدليل القاطع انك درست في كامبردج اصلا ولم تزور شهادتك؟ ادعوك للمناظرة في الاسبوع القادم ان
كنت تجرؤ
خرج الدكتور يوسف دون ان يجيب بنعم او لا وانهى سلمان الحلقة.
انتهت الحلقة بشكل سيء جدا لانها لم تكتمل بعد العراك ، لم يكن من المفترض ان انقل لكم حلقة منقوصة لكن
لانني علمت ان الدكتور يوسف وافق على مناظرة زميله وصديقه السابق الدكتور ربيع وكل سيستعرض ثقافته
لكن قبل كل شيء هل سيثبت الدكتور يوسف انه تخرج من كامبردج ؟ وانه اصلا درس في بريطانيا ؟
ننتظر مناظرتهم علها تعوض عن الحلقة التي انتهت بشكل غير مرضي.
نراكم لاحقا
السبت، نوفمبر 22، 2014
ان ترث الريح
(من يكدر بيته يرث الريح)
مقولة منقولة من الانجيل،قرأتها في بداية مسرحية وارث الريح، لا ادري ماهو
تفسيرها عند المسيحيين لكني اريد ان انقلها لموضوعي هنا.
ماذا اعني ان ترث الريح؟ من يكدر بيته يرث الريح يعني باختصار من يؤذي اهله فلن يرث الا المصائب،
فكم وارث للريح عندنا؟ للأسف كثير، ان تقمع الحريات فهنا انت وارث للريح، ان تكون وصيا على الناس فأنت
وارث للريح، ان تتحفنا بمثاليات زائفة فأنت وارث للريح، ان تتلاعب بالدين كيف تشاء خدمة للطغاة فأنت
وارث للريح واللعنات، والمجتمع الذي يرفض من يستقل بنفسه ويفكر بحرية مجتمع وارث للريح فالمجتمع المتنور
هو المجتمع المتنوع الذي يقبل بتنوع الافكار واختلافها ولكل شخص الحرية الكاملة في اعتناق ما يشاء طالما
لم يؤذي احدا.
واكبر مصائبنا ان يكون غالب مجتمعاتنا العربية وارثة للريح ، نعم فقد كثر الاوصياء، والرقباء، كثر مدعي
المثاليةالزائفة والمجتمع فعلا يجعل الانسان المستقل بنفسه في مهب الريح، فسيتهمه المجتمع بعدد لا محدود
من الاتهامات حتى يجعلوه في وضعية الدفاع والخوف على نفسه حتى لا يتكلم فاما معنا ولا اسكت انت من
خصومنا، وهذه ليست موجودة فقط في التيارات التي تدعي انها دينية انما في التيارات التي تدعي انها ليبرالية
ومع الحريات وتجدهم من اكبر المحرضين على مخالفيهم، فقط في مجتمعاتنا العربية تجد ليبراليين مع الحكم العسكري!!.
لا تكن وارثا للريح كن حرا مستقلا، ولا يقل لك احدهم ان الحريات خطر على الدين والقيم والاخلاق، الاستبداد
هو الخطر، هل منع الكتب في المعرض سيحمي عقائد الناس واخلاقهم ؟، دينيا هل تعتقدون الاسلام بهذا
الضعف وانه سيتهدم فقط من قراءة بسيطة؟ احب ان اقول نعم الاديان ممكن ان تبتعد عن الحياة السياسية
لكنها لن تختفي مهما تكلم كثير من الملاحدة او بعض المتدينين، الحرية لن تقضي على الدين لكن الذي اعرفه ان الاستبداد بإسم الدين ينفر الناس من الدين، الوصاية على الناس بإسم الدين هو من ينفر الناس من الدين،
عندما يجد الناس شيوخا يحللون للحاكم مايفعل حتى لو بطش ويرونهم يحرمون على الشعوب اغلب الاشياء
ينفر الناس من الدين بسببهم، الملاحدة ليسوا الخطر الاكبر على دينكم ايها السادة بل امثال هؤلاء من مدعي
التدين هم الخطر الاكبر والعدو الأخطر، فهم بإسم الدين مهووسين بالمرأة والوصاية عليها يودون حتى لو
يعدوا انفاسها ويحاسبوها، هؤلاء فعلا يرثون الريح واللعنات لا اخطر من مستبد يأتيك بإسم شيء تقدسه وتؤمن فيه.
وارث الريح من يكدر من حوله وارث الريح عندي هو عدو الحياة ، كونوا احرارا وفكروا وابدعوا ولا يهمكم
احد لاتخافوا من الخطأ فالأخطاء جزء مهم في حياتنا ونتعلم منها وكما تريدون الحرية لكم ادعوا وحاربوا لحرية الآخرين هذه وصيتي.
هذه ليست مقالة او كلام ادبي مثل ما تقولون فضفضة فقط لا غير
على ان نلقاكم بمواضيع اخرى
تحياتي.
الخميس، أغسطس 21، 2014
عن الاسطورة
للاسطورة حضورها بين الناس، والناس اغلبهم جبلوا على حب القصص والحكايات والنوادر، والاسطورة اكثر شيء ربما يحبه
الناس لذلك هي خالدة بل مع مرور الوقت كنت تكتب كقصة تاريخية وقعت بالفعل، اريد هنا ان اتكلم عن رايي بمسالة الاسطورة
ماذا تعني الاسطورة بالنسبة لي؟ ولماذا تكتب الاسطورة؟ وما المشكلة لو خلطنا بين الاسطورة وما هو تاريخي؟ .
لكن لنعرف اولا ان كثير من الاساطير في زمن سابق كان شيء مسلم بوجوده التاريخي في العصور الغابرة ، فالاغريق استخدموا
اربابهم في اساطيرهم ان كانت اساطيرهم فعلا. تتميز الاسطورة بعمق فلسفي يميزها عن القصص الشعبية التي هي من بطولة بطل
او اكثر ، في معظم الاساطير الاساطير تعنى بالآلهة وانصاف الآلهة والانسان فقط مكمل للقصة،الاسطورة استعانت بالاسئلة الفلسفية
وبنت كثير من القصص عليها،وهناك اساطير للطقوس وللخلق وللتعليل والرمزية وهناك من يرى ان الاسطورة مجرد فهم سيء
لرواية حدث تاريخي معين وقد يكون ذلك صحيحا، عموما الاساطير مجال كبير وواسع جدا ويحتمل ان يكون له اكثر من تعريف.
في معنى الاسطورة
هوميروس (هومر) الالياذة وا لاوديسة اشهر ما كتب، لكن هل كانت الاساطير الاغريقية خاصة بهم؟، هناك دراسات انثروبولجية
حديثة تقول ان هوميروس شخصية تم اختلاقها ولا وجود لها اي اسطورية وان الالياذة والاديسة هي اشعار اقوام سبقوا الاغريق
واضاف لهم الاغريق بعد ذلك من قصصهم، المقصود هنا هم الفينقيين ومصر وغيرها، هيردوت مؤرخ الاغريق كان يقول ان قومه
اخذوا من مصر وغيرهم، بل سمعت ان ايام الفلاسفة وقبل سقراط هناك من ذهب للقمان الحكيم في الشام، عموما الاسطورة عندي
هي قصة لها ابطال سواء كانوا آلهة او انسان نصف آلهة او فقط انسان لها احداث عجيبة غريبة فليس شرطا ان تكون قصة واقعية،
ففي الاسطورة ممكن ان تجعل طفلا يقهر جيشا بكامله، الاسطورة قد يكون ابطالها موجودين فعلا لكن ما اشتهر من قصص حولهم
كانت غير حقيقية، الانبياء دخلوا في هذه المسألة في ما عرف بالمعجزات التي هي عبارة عن قصص شعبي لكن غايتها اخلاقية،
قصص الانبياء نفسها تكتشف تكررها مع كذا شخص مثلا المسيح ابن لمريم العذراء وله 12 حواري وحورس ابن ايزيس اله
الشمس عند المصريين ابن عذراء وله 12 حامي ، بل هناك قصة لبوذا انه ولد لعذراء، قصة يوسف وامرأة العزيز
تشابه قصة لبرومثيوس التي ذهب لبيت امير واحبته زوجة الامير فكانت وبالا عليه.
هل للعرب علاقة باساطير الاغريق، الاغريق اخذوا من الفينقيين ويرجح فاضل الربيعي ان اسمهم بني قين وهم عرب، اخذ الاغريق
منهم اساطيرهم، الاسكندر مر على مصر والعراق ووقد كان هناك عرب فحسب الربيعي وااراني اتفق معه العرب اخذوا من
الاغريق اساطيرهم مثلا
هوميروس= الاعشى صناجة العرب.
الاول اعمى والآخر اعشى لا يرى جيدا الاول شاعر نقل حروب وملاحم الاغريق والاعشى شاعر نقل حروب العرب، الاول كان
مغنيا والثاني كان كذلك
طروداة= حرب البسوس
طبعا هذه مقاربات الربيعي وقابلة للنقاش طويلا بل ان الزير سالم كان عبارة عن نسخة بدوية لاوزيريوس المصري،
النقطة ان العرب ايضا تأثروا بالاساطير والملاحظ ان الاساطير تتناقل بين الشعوب وتقوم الشعوب بالباسها لباسهم.
بل بالمناسبة شخصية القعقاع بن عمرو التميمي اراها كأنها هرقل شخص بالف ويمسك الحصان من ذيله والخ .
الاسطورة موضوع طويل جدا جدا وجميل جدا جدا ، ونعرف ايضا ان للاديان اساطيرها ولذلك مسألة الرمزية يجب ان نأخذها جديا
في تناولنا للقص القرآني او الانجيلي او التوراتي، فلنأخذ بعض قصص الأنبياء قصة حرق النبي ابراهيم دخل فيها كثير من القصص
مثلا جعلوا موسى يلقى بالتنور وكانت عليه بردا وسلاما، وذو الكفل رموه بالنار فكانت بردا وسلاما والخ..
الاسطورة قصة ذات احداث عجائبية وغرائبية قد يكون ابطالها حقيقيون وقد يكونون من وحي الخيال، المهم فيها الافكاء التي تتكلم
عنها ونظرتها للحياة وانها تعكس رغبات الناس وخوفهم.
لماذا تكتب الاسطورة؟
الناس وتتكلم عن فخرهم وعزهم وهواجسهم وخوفهم، خاف الناس الموت فكتبوا عن اساطير الخلود، ارادت الناس ان تعرف كيف
اتوا فتكلموا عن اساطير التكوين والخلق، احتاج الناس لبطل فكتبوا عن اساطير بطولية ومدحت ابطالها ، وبحث الناس عن الجمال
فكتبوا اساطير عن الجمال، وهكذا الاساطير اراها نتاج الوجدان البشري ولها عدة محركات و اسباب صعبة على الحصر
الذي لاحظته ان ابطال الاساطير مثل اخيل بطل الالياذة وشمشون بطل الاساطير البابلية نقاط ضعفهم امر عجيب غريب،
وهن ايضا كلود ليفي شتراوس الانثروبولجي الكبير يقول ان في الاسطورة يجب على بطلها ان لا يحل لغز الاسطورة لانه ان حلها
كانت نهايته.
يقول شتراوس هنا ان للاسطورة قوانينها التي تفرضها على البطل، هذه القوانين ربما وضعت لزيادة اثارة الناس حين يسمعون
الاسطورة، او حتى يسمحون بنهاية مقنعة لاسطورتهم لا ادري بصراحة.
لكن لماذا تكتب الاسطورة ولماذا لازال لها جمهورها وهو لا يصدق بوقوعها؟ اعتقد هي مهمة للوجدان البشري وهي تنمي خيال
الانسان هي حاليا فن وطالما هو فن فيجب ان يحترم:).
لماذا علينا الفصل بين ما هو اسطوري وما هو تاريخي؟
اختلطت الاساطير بالقصص التاريخية فشكل مشكلة عظيمة، بل من خلال القصص الاسطورية كل شخصية احبها الناس وهي
حقيقية ادخلوها بهذه القصص التاريخية، الحدث التاريخي يعن حدث جرى في زمن ماضي لاشخاص حقيقين والحدث حقيقي و
لما اقول حقيقي يعني لما تجري فيه احادث خارج قوانين الحياة التي نعيشها او ما هو غير متوقع ان يحدث بين الناس، الحدث
التاريخي احيان يأخذه جماعة كحدث ديني الحسين وكربلاء مثلا، اما الاسطورة عادي الحسين لوحده يقتل جيش ابن زياد كاملا مثلا
الفصل مطلوب فالاسطورة قصة عجائبية وليست قصة تاريخية، تخيل ان يأخذ احدهم قصة هركوليز كحدث ديني ، الحدث التاريخي
حدث لبشر مثلنا سبقونا، الاسطورة قصة تتكلم عن رغبات واحاسيس البشر، البطل التاريخي هو بطل تعب واجتهد وفاز وخسر،
البطل الاسطوري هو بطل الناس يحلمون بوجوده ويتمنون وجوده. فرق كبير جدا
عموما الموضوع طويل ومتشعب ولا ادعي اني فراس السواح او فاضل الربيعي ناهيك عن امثال جيمس فريزر وكلود ليفي
شتراوس مجرد قارئ عبر عن نظرته المتواضعة.
الجمعة، أبريل 04، 2014
قصة عامر (1)
اتتني رسالة بريدية من حساب لا اعرفه ، فتحت الرسالة واذا بها قصة فتى اسمه عامر ،وطلب مني ان انشرها ما استطعت الى ذلك
سبيلا، قلت في نفسي وهل انا مشهور وانا لا اعرف؟، لكن من ناحية اخلاقية ليست لي اي حيلة لا ان ابرئ ذمتي تجاهه، رددت
عليه بوعد نشرها وحان وقت رد الدين، فإليكم قصته:
الإطلاع على كل شيء ، مجلات،روايات ،والخ، في احدى المرات وانا اقرأ رواية الحرافيش لنجيب محفوظ رآني صديقي يوسف
وقد كان ملتزما بالدين (هذا ماظننته) فنهرني عن قراءة نجيب فهو ماسوني ضد الإسلام وشاتم للقرآن، رغم اني لم اقرأ اي شيء
ضد الدين في كتاباته فالحرافيش كانت الراوية الرابعة التي اقرأها لنجيب وكم هو مميز هذا النجيب، قلت له اني لم اقرأ له اي شيء
الدين لكن يوسف قام بترديد كلام شيوخه المهاجمين لنجيب، وكان يتكلم بكل عاطفية وكل شجن، تأثرت بكلامه فرميتها في اقرب
قمامة.
صرت ارى يوسف كل يوم بعد الجامعة ، واخذ يكلمني عن الدين وعظمته وانه يجب ان التزم جادة الحق وكنت اسمع كلامه بصدر
رحب ، حتى اتى اليوم الذي اخذني فيه الى شيخه وكان اسمه شيخ حافظ، كان الشيخ حافظ يحذرنا من الكتاب والمثقفين الحداثيين
والراوئيين امثال نجيب فهم يدسون السم بالعسل حتى عندما تنهي كتبهم الا وانت مبغض للإسلام واهله، و قال الشيخ ان العلم
الوحيد هو العلم الشرعي فقط، العلوم الدنيوية بكل انواعها لا تنفعك شيئا في الآخرة، من هنا كانت انطلاقتي، التزمت فعلا وكان اهلي
سعيدين بإلتزامي في البداية، لأعطك نبذة عن اهلي فكلهم ملتزمون بالصلاة لكن امي واخواتي غير محجبات لكنهن في قمة الرقي
والإحترام ومحبين للدين ، كان يزعجني عدم ارتدائهن للحجاب وكنت ارى بوجوب النقاب، فقمت بنصحهن بالبداية حتى قال لي
شيخنا يجب عليك ان لا تتركهن حتى لو ازعجتهن فالحق اولى من ابيك وامك وحتى تنقذهم من النار، لذلك افتعلت المشاكل معهم
وكان ابي يقوم بتوبيخي ولا فائدة، قلت لشيخنا ان والدي يعاند ويرفض فحوقل الشيخ وقال ان عناده هذا كفر! عندما سمعت هذه
الكلمة بكيت كثيرا على حال اهلي ، لا اريد لهم ان يذهبوا للنار فأتيت بالشيخ الى البيت لينصح ابي، فقال له ابي ليس لك سلطة علينا
وان ارادت زوجتي وبناتي ان يرتدين الحجاب فليكن ذلك لكني لن اجبرهن، غضب الشيخ وغضبت معه وقال لي افعل كل ما بوسعك
او اهجرهم لا يوجد غير هذين الحلين، حاولت وحاولت وحاولت، ضربت اخواتي وكنت افسد عليهن اوقاتهن، حتى قالت اختي
الكبرى مي لقد اصبحت مجنونا لا اريد ان اراك ضربتها ضربا مبرحا وذهبت على اثره للمشفى، لم ينتهي كل شيء قام ابي بضربي
ودعت علي امي فتخيل ماذا فعلت؟ قمت بالبصق عليهما وقررت ترك عائلتي الى الأبد.
نكمل الرسالة في يوم قادم
سبيلا، قلت في نفسي وهل انا مشهور وانا لا اعرف؟، لكن من ناحية اخلاقية ليست لي اي حيلة لا ان ابرئ ذمتي تجاهه، رددت
عليه بوعد نشرها وحان وقت رد الدين، فإليكم قصته:
ملاحظة مابين قوسين من اضافتي
اخي صالح:
انا اسمي عامر قررت ان اكتب قصتي لعل الكتابة تجعلني اغفر لنفسي او اخفف غضبي عليها، انا اكره نفسي كثيرا، لا تعلم كم آذيت
الناس معي وكنت اظن ان ما افعله امر عظيم ومسلي، الإنسان يتكلم عن العدل والأخلاق وظبط النفس عندما تحدث الأمور لغيره،
لكن عندما تحدث له فينسى مايقول فيجن جنونه، الإنسان اناني بطبعه انت تعرف ذلك ولا اظن انك تخالفني، وان خالفتني فإني اراك
على خطأ، الإنسان يستطيع تسويغ كل خطأ يفعله بأي عذر كان من الدين او من اي شيء آخر، احيانا اظن ان كل الذي نعيشه هراء
وان النفاق طبع اساسي في الإنسان، وان كل مانراه ليس حقيقيا (كأني ارى الفيلسوف المثالي باركلي)، من تجربتي الإنسان لايبكي
على حقوق الإنسان الا عندما يظلم هو اما عند غيره فينسى ذلك ولا يلقي له بالا ان لم يكن يسانده، الآخرون هم الجحيم كما قالها
سارتر، هل تعلم اني كنت احرم القراءة لمن هم ليسوا على ديني عموما ليس هذا موضوعنا، في بداياتي كنت شابا فضوليا احب
وقد كان ملتزما بالدين (هذا ماظننته) فنهرني عن قراءة نجيب فهو ماسوني ضد الإسلام وشاتم للقرآن، رغم اني لم اقرأ اي شيء
ضد الدين في كتاباته فالحرافيش كانت الراوية الرابعة التي اقرأها لنجيب وكم هو مميز هذا النجيب، قلت له اني لم اقرأ له اي شيء
الدين لكن يوسف قام بترديد كلام شيوخه المهاجمين لنجيب، وكان يتكلم بكل عاطفية وكل شجن، تأثرت بكلامه فرميتها في اقرب
قمامة.
صرت ارى يوسف كل يوم بعد الجامعة ، واخذ يكلمني عن الدين وعظمته وانه يجب ان التزم جادة الحق وكنت اسمع كلامه بصدر
رحب ، حتى اتى اليوم الذي اخذني فيه الى شيخه وكان اسمه شيخ حافظ، كان الشيخ حافظ يحذرنا من الكتاب والمثقفين الحداثيين
والراوئيين امثال نجيب فهم يدسون السم بالعسل حتى عندما تنهي كتبهم الا وانت مبغض للإسلام واهله، و قال الشيخ ان العلم
الوحيد هو العلم الشرعي فقط، العلوم الدنيوية بكل انواعها لا تنفعك شيئا في الآخرة، من هنا كانت انطلاقتي، التزمت فعلا وكان اهلي
سعيدين بإلتزامي في البداية، لأعطك نبذة عن اهلي فكلهم ملتزمون بالصلاة لكن امي واخواتي غير محجبات لكنهن في قمة الرقي
والإحترام ومحبين للدين ، كان يزعجني عدم ارتدائهن للحجاب وكنت ارى بوجوب النقاب، فقمت بنصحهن بالبداية حتى قال لي
شيخنا يجب عليك ان لا تتركهن حتى لو ازعجتهن فالحق اولى من ابيك وامك وحتى تنقذهم من النار، لذلك افتعلت المشاكل معهم
وكان ابي يقوم بتوبيخي ولا فائدة، قلت لشيخنا ان والدي يعاند ويرفض فحوقل الشيخ وقال ان عناده هذا كفر! عندما سمعت هذه
الكلمة بكيت كثيرا على حال اهلي ، لا اريد لهم ان يذهبوا للنار فأتيت بالشيخ الى البيت لينصح ابي، فقال له ابي ليس لك سلطة علينا
وان ارادت زوجتي وبناتي ان يرتدين الحجاب فليكن ذلك لكني لن اجبرهن، غضب الشيخ وغضبت معه وقال لي افعل كل ما بوسعك
او اهجرهم لا يوجد غير هذين الحلين، حاولت وحاولت وحاولت، ضربت اخواتي وكنت افسد عليهن اوقاتهن، حتى قالت اختي
الكبرى مي لقد اصبحت مجنونا لا اريد ان اراك ضربتها ضربا مبرحا وذهبت على اثره للمشفى، لم ينتهي كل شيء قام ابي بضربي
ودعت علي امي فتخيل ماذا فعلت؟ قمت بالبصق عليهما وقررت ترك عائلتي الى الأبد.
نكمل الرسالة في يوم قادم
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)